أحياء، ويستعملهم في الأعمال الشاقة إلى نصف النهار، فلما جاء موسى بالرسالة وجرى؛ ما جرى شدد فرعون في استعمالهم، وأعاد القتل في صبيانهم، قالوا:{أُوذِينا..}. إلخ. وظاهر هذا الكلام يوهم: أنهم كرهوا مجيء موسى بالرسالة، وهو كفر، والجواب: أن موسى كان قد وعدهم بالنصر، وزوال ما هم فيه من الشدة، فظنوا: أن ذلك يكون على الفور، فلذا استبطئوا ما وعدهم به موسى، عليه السّلام. انتهى. خازن بتصرف كبير.
الإعراب:{قالُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق، {أُوذِينا:} ماض مبني للمجهول مبني على السكون، و (نا): نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {مِنْ قَبْلِ:}
جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والمصدر المؤول من:{أَنْ تَأْتِيَنا} في محل جر بإضافة {قَبْلِ} إليه، التقدير: من قبل إتيانك لنا. {وَمِنْ بَعْدِ:} معطوفان على: {مِنْ قَبْلِ}. {ما:}
مصدرية. {جِئْتَنا:} فعل، وفاعل ومفعول به، و {ما} والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بإضافة {بَعْدِ} إليه، التقدير: ومن بعد مجيئك إيانا. وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {مُوسى}. {عَسى:} فعل ماض جامد دال على الرجاء.
{رَبُّكُمْ:} اسم {عَسى،} والكاف في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من {أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} في محل رفع خبر: {عَسى،} ويجب تأويله باسم الفاعل؛ لأن المصدر لا يخبر به عن الجثة، فيصير التقدير: عسى ربكم مهلكا عدوكم، وجملة:{عَسى..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة كالتي قبلهما؛ لأن كل واحدة منهما بمنزلة جواب لسؤال مقدر. {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ:} مضارع معطوف على: {يُهْلِكَ} منصوب مثله، والفاعل يعود إلى:{رَبُّكُمْ،} والكاف مفعول به، والميم علامة جمع الذكور. في الأرض:
متعلقان بما قبلهما. {فَيَنْظُرَ:} مضارع معطوف على ما قبله، منصوب مثله، والفاعل يعود إلى {رَبُّكُمْ} أيضا، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال عامله ما بعده. {تَعْمَلُونَ:} فعل، وفاعل، والجملة:{كَيْفَ تَعْمَلُونَ} في محل نصب مفعول به. هذا؛ وإن اعتبرت:{فَيَنْظُرَ} منصوبا ب: «أن» مضمرة بعد الفاء السببية في جواب الترجي؛ فلست مفندا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ..}. إلخ: أي: انتقمنا منهم بالقحط، والجدب، وقلة الأمطار، والمياه، تقول العرب: مسّتهم السنة بمعنى: أخذهم الجدب في السنة، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم في الدعاء على قريش:«اللهمّ اجعلها عليهم سنين كسني يوسف». و {وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ} أي: