للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلاما» في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقالُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها.

{قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى: {إِبْراهِيمَ،} تقديره: «هو». {سَلامٌ:} مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: سلام عليكم، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {قَوْمٌ:} خبر مبتدأ محذوف، التقدير: أنتم قوم. {مُنْكَرُونَ:} صفة: {قَوْمٌ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ} مستأنفة، لا محلّ لها.

{فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧)}

الشرح: {فَراغَ إِلى أَهْلِهِ:} مال إليهم سرا. ويقال: راغ، وأراغ لغتان بمعنى واحد.

وراغ، يروغ روغا، وروغانا: مال سرا، وحاد، وطريق رائغ؛ أي: مائل، قال صالح بن عبد القدوس: [الكمال]

لا خير في ودّ امرئ متقلّب... حلو اللسان وقلبه يتلهّب

يلقاك يحلف أنه بك واثق... وإذا توارى عنك فهو العقرب

يعطيك من طرف اللّسان حلاوة... ويروغ عنك كما يروغ الثعلب

أي: يميل عنك كما يميل الثعلب في سيره. وفي المصباح: وراغ الثعلب روغا من باب:

قال، وروغانا، ذهب يمنة، ويسرة في سرعة، وخديعة، فهو لا يستقر في جهة، وراغ فلان إلى كذا: مال إليه سرا. انتهى. وفي القرطبي: ويقال: إن إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-انطلق إلى منزله كالمستخفي من ضيفه لئلا يظهروا على ما يريد أن يتخذ لهم من الطعام. انتهى. وفي البيضاوي: فإن من أدب المضيف أن يبادر بالقرى حذرا من أن يكفه الضيف، أو يصير منتظرا. انتهى.

{فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ:} لأن عامة ماله كانت من البقر، وكان قد شوى العجل، وجاءهم به كما في سورة (هود) رقم [٦٩]: {فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} وفي الصحاح: العجل: ولد البقرة، والعجّول مثله، والجمع: العجاجيل، والأنثى: عجلة، وبقرة معجل: ذات عجل، وعجل: قبيلة من ربيعة. {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ:} بأن وضعه بين أيديهم. {قالَ أَلا تَأْكُلُونَ} أي: عرض عليهم الأكل، فلم يجيبوا.

وفي مختصر ابن كثير للصابوني: وفي الاية انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة، وأتى بأفضل ما وجد من ماله، وهو عجل فتيّ، سمين، مشويّ، فقربه إليهم ولم يضعه، وقال اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه بصيغة

<<  <  ج: ص:  >  >>