للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو متعلق ب‍: {أَقْرَبُ}. {يَتَلَقَّى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {الْمُتَلَقِّيانِ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، ومفعوله محذوف، التقدير: يتلقى المتلقيان ما يعمله العبد، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {عَنِ الْيَمِينِ:}

متعلقان بمحذوف خبر مقدم، {وَعَنِ الشِّمالِ:} معطوفان على ما قبلهما. {قَعِيدٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من: {الْمُتَلَقِّيانِ}. (عن الشمال): متعلقان بمحذوف خبر، والمبتدأ محذوف لدلالة: {قَعِيدٌ} عليه، فهذا من حذف الثاني لدلالة الأول عليه، وإن اعتبرت:

{قَعِيدٌ} مبتدأ لقوله: (عن الشمال) فيكون المبتدأ محذوفا من الأول لدلالة الثاني عليه، وعلى اعتبار {قَعِيدٌ} بمعنى المثنى؛ فلا حذف، وكذلك إن كان صالحا للمفرد، والمثنى، والجمع؛ فلا حذف أيضا، كذلك عطفت (عن الشمال) على ما قبلهما.

{ما:} نافية. {يَلْفِظُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى: {الْإِنْسانَ،} والجملة الفعلية في محل نصب حال من: {الْإِنْسانَ،} والرابط: الضمير فقط، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ لا محلّ لها.

{مِنْ:} حرف جر صلة. {قَوْلٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاّ:} حرف حصر. {لَدَيْهِ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء، والهاء في محل جر بالإضافة. {رَقِيبٌ:} مبتدأ مؤخر. {عَتِيدٌ:} بدل مما قبله، أو عطف بيان عليه، وإن اعتبرتهما اثنين؛ فهو معطوف عليه بواو محذوفة، والجملة الاسمية في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال.

{وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩)}

الشرح: {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} أي: غمرته، وشدته؛ التي تغشى الإنسان، وتغلب على عقله. {بِالْحَقِّ} أي: بحقيقة الموت. وقيل: بالحق من أمر الاخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان. وقيل: بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة، والشقاوة. {ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} أي:

يقال لمن جاءته سكرة الموت: ذلك الذي كنت عنه تميل، وقيل: تهرب. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: تكره. يقال: حاد عن الشيء يحيد: مال عنه، وعدل، قال طرفة بن العبد: [الطويل] أبا منذر رمت الوفاء فهبته... وحدت كما حاد البعير عن الدّحض

والمخاطب بذلك الإنسان من حيث هو. وقيل: هو الكافر. وعن بعضهم: أنّه سأل زيد بن أسلم عن ذلك، فقال الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. فحكاه لصالح بن كيسان. فقال: والله ما سنّ عالية،

<<  <  ج: ص:  >  >>