للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {الَّذِينَ}: بدل مما قبله، وقول الجمل: صفة ل‍ {الَّذِينَ} قبله لا وجه له البتة، وجملة {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} صلته لا محل لها. {وَمِمّا}: متعلقان بما بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍ (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، إذ التقدير: رزقناهم إياه، ولا تحتمل (ما) المصدرية، وجملة: {وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)}

الشرح: {أُولئِكَ..}. إلخ: أي: الموصوفون بالصفات الخمس المذكورة. {هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا؛} لأنهم حققوا إيمانهم بمكارم أعمال القلوب من الخشية والإخلاص، والتوكل، ومحاسن أعمال الجوارح؛ التي هي عبارة عن الصلاة، وإنفاق الأموال. انتهى. بيضاوي بتصرف، ومعنى {حَقًّا}: يقينا لا شك فيه، قال الخازن: وفيه دليل على أنه لا يجوز أن يصف أحد نفسه بكونه مؤمنا حقا؛ لأن الله سبحانه وتعالى إنما وصف بذلك أقواما مخصوصين على صفات مخصوصة، وكل أحد لا يتحقق وجود تلك الصفات فيه، وللفقهاء اختلاف في ذلك ونحوه.

فقال أبو حنيفة-رحمه الله تعالى-يجوز أن يقول المسلم: أنا مؤمن حقا، ولا يجوز أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله.

وقال الشافعي-رحمه الله تعالى-يجوز أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله ولكل وجهة هو موليها.

{دَرَجاتٌ}: كرامة وعلو منزلة.

وقيل: درجات الجنة يرتقونها بأعمالهم؛ لأن المؤمنين تتفاوت أحوالهم في الأخذ بتلك الأوصاف المذكورة، ودرجات الجنة على قدر الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام». أخرجه الترمذي. وله أيضا عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ في الجنة مائة درجة، لو أنّ العالمين اجتمعوا في إحداهنّ لوسعتهم». {وَمَغْفِرَةٌ} أي: لذنوبهم. {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} أي:

لا ينتهي عدده، ولا ينقطع مدده، صاف عن كد الاكتساب، وخوف الحساب، لا منة فيه، ولا عذاب. هذا؛ ومعنى {عِنْدَ رَبِّهِمْ،} هذه العندية عندية تشريف، لا عندية مكان وإحاطة، وقيل: المراد بها: المجاز عن قربهم بالتكرمة، وعلو الشأن. والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {أُولئِكَ}: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {هُمُ}: ضمير فصل لا محل له. {الْمُؤْمِنُونَ}: خبر المبتدأ مرفوع

إلخ، هذا؛ ويجوز اعتبار {هُمُ} مبتدأ ثانيا مبنيا على السكون في محل رفع. {الْمُؤْمِنُونَ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>