للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨)}

الشرح: {قُلْ:} خطاب لسيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم. {إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ:} تهربون منه، ولا تجسرون أن تتمنّوه خيفة أن تؤخذوا بوبال كفركم لا تفوتونه. {فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ:} واقع بكم لا محالة. قال تعالى في سورة (النساء) رقم [٧٨]: {أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} وقال زهير بن أبي سلمى في معلقته رقم [٥٠]. [الطويل] ومن هاب أسباب المنايا ينلنه... ولو رام أسباب السماء بسلّم

هذا؛ والموت: انتهاء الحياة بخمود حرارة البدن، وبطلان حركته، وموت القلب: قسوته، فلا يتأثر بالمواعظ، ولا ينتفع بالنصائح. هذا؛ وبالإضافة لما ذكرته في سورة (العنكبوت) رقم [٥٧] خذ قول طرفة بن العبد: [الرمل] وكفى بالموت فاعلم واعظا... لمن الموت عليه قد قدر

فاذكر الموت وحاذر ذكره... إنّ في الموت لذي الّلبّ عبر

كلّ شيء يلقى يوما حتفه... في مقام أو على ظهر سفر

والمنايا حوله ترصده... ليس ينجيه من الموت الحذر

وخذ ما يلي معتبرا، ومفكرا، وبالله التوفيق: [الطويل] هو الموت فاحذر أن يجيئك بغتة... وأنت على سوء من الفعل عاكف

وإياك أن تمضي من الدّهر ساعة... ولا لحظة إلاّ وقلبك واجف

وبادر بأعمال يسرّك أن ترى... إذ نشرت يوم الحساب الصّحائف

{ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ:} انظر الاية رقم [٢٢] من سورة (الحشر). {فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:} فيخبركم بالذي كنتم تعملونه من الكفر، والمعاصي وتحريف التوراة، وتغيير صفات الرسول صلّى الله عليه وسلّم التي فيها، وخذ ما يلي، وهو قول أبي العتاهية الصوفي: [الوافر] فلو أنا إذا متنا تركنا... لكان الموت راحة كلّ حي

ولكنّا إذا متنا بعثنا... ونسأل بعد ذا عن كلّ شي

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.

{الْمَوْتَ:} اسمها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة {الْمَوْتَ،}

<<  <  ج: ص:  >  >>