الشرح:{وَالسَّماءِ:} هذا قسم، وإنما أقسم الله تعالى في هذه السورة، وفي أوائل (المرسلات) و (الذاريات) و (الصافات) أقسم بهذه الأشياء لشرف ذواتها، ولما فيها من الدلالة على عجيب صنعته، وقدرته. والمعنى: أقسم بالذاريات، والمرسلات، والسماء، وبهذه الأشياء... إلخ. قال الشعبي-رحمه الله تعالى-: الخالق يقسم بما شاء من خلقه، والمخلوق لا ينبغي أن يقسم إلا بالخالق. وقال أبو حيان-رحمه الله تعالى-: أقسم الله بهذه الأشياء تشريفا لها، وتعظيما لشأنها على ما يظهر فيها من عجائب صنع الله، وقدرته، وقوام الوجود بإيجادها. وقيل: المقسم به مضمر، تقديره: ورب السماء، ونحوه. وانظر شرح {ذاتِ} في سورة (الملك) رقم [١٣].
{الْبُرُوجِ:} جمع: برج، وهي منازل للكواكب السبعة السيارة، وأصل البروج: القصور العالية. قال تعالى في سورة (النساء) رقم [٧٨]: {أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} سميت هذه المنازل بروجا؛ لأنها للكواكب السيارة كالمنازل الرفيعة التي هي القصور لسكانها، وهي اثنا عشر، مختلفة الهيئات، والخواص مع ما دل عليه الرصد، والتجربة مع بساطة السماء، وأسماؤها: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت. والكواكب السيارة هي: المريخ، وله الحمل، والعقرب.
والزهرة، ولها الثور، والميزان. وعطارد، ويمنع من الصرف لصيغة منتهى الجموع، وله الجوزاء، والسنبلة، والقمر، وله السرطان. والشمس، ولها الأسد. والمشتري، وله القوس، والحوت.
وزحل، ويمنع من الصرف للعلمية والعدل، وله الجدي والدلو.
والعرب تعد معرفة مواقع النجوم وأبوابها من أجلّ العلوم، ويستدلون بها على الطرقات، والأوقات، والخصب، والجدب. وقالوا: الفلك اثنا عشر برجا، كل برج ميلان، ونصف،