للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ..}. ومن لم ينفذ ذلك يكن غير مؤمن بالإنجيل. والتّأويل الثاني: أنّ المراد بهذا الحكم الإيمان بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم لأنّ ذكره في الإنجيل، ووجوب التّصديق بنبوّته موجود، فإذا آمنوا بمحمّد، وبالقرآن الّذي أنزل عليه؛ فقد حكموا بما في الإنجيل، كما قال تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٥٧]: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ..}. إلخ. هذا؛ وهناك من يقول: إنّ في الإنجيل أحكاما يجب تطبيقها، ولم نطّلع عليها. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ..}.

إلخ. انظر الآية رقم [٤٤] ففيها الكفاية.

الإعراب: {وَلْيَحْكُمْ:} الواو: حرف عطف. اللام: لام الأمر. (يحكم): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر. {أَهْلُ:} فاعله، وهو مضاف، والإنجيل مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، التقدير: وقلنا: ليحكم... إلخ، والجملة الفعلية هذه معطوفة على جملة: {أَنْزَلْنَا..}. إلخ في الآية رقم [٤٤] فهي في محلّ رفع مثلها. هذا؛ وعلى قراءة كسر اللام؛ فهي لام التعليل و (يحكم): منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، و «أن» المضمرة، والفعل: (يحكم) في تأويل مصدر في محلّ جرّ باللام، والجار والمجرور متعلقان ب‍: (آتيناه).

{بِما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يحكم). و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، وجملة: {أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ} صلة ما، أو صفتها، والعائد أو الرابط الضمير المجرور ب‍: (في)، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:

بإنزال فيه، وهو ضعيف كما ترى. وجملة: {وَلْيَحْكُمْ} معطوفة على: (هدى وموعظة...) إلخ.

{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ..}. إلخ: انظر إعراب هذه الكلمات جملة، وإفرادا في الآية رقم [٤٤].

{وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨)}

الشرح: {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ:} الخطاب لسيد الخلق، وحبيب الحقّ محمد صلّى الله عليه وسلّم و {الْكِتابَ:} القرآن. {بِالْحَقِّ:} بالأمر الحق. {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ} المراد:

جميع الكتب السماوية؛ التي أنزلها الله على الرّسل، فالقرآن يؤيّدها، ويؤكّدها. وانظر الآية رقم [٤٦]. {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} أي: عاليا على جميع الكتب، ومرتفعا عليها، وشاهدا، ورقيبا على سائر

<<  <  ج: ص:  >  >>