للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخمسة، و {ذا:} مضاف، و {قُرْبى:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة: {وَلَوْ كانَ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط:

الواو فقط، واعتبار (لو) امتناعية يحوج إلى تقدير جواب لها، ولا داعي لذلك. (بعهد):

متعلقان بالفعل بعدهما، و (عهد) مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {أَوْفُوا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها أيضا. {ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية السابقة.

{وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)}

الشرح: {وَأَنَّ هذا صِراطِي..}. إلخ: الإشارة إلى ما ذكر في السورة الكريمة، فإنها بأسرها في إثبات التوحيد، والنبوة، وبيان الشريعة. هذا قول البيضاوي.

وقال الخازن، وغيره: الإشارة إلى ما ذكر في الآيتين السابقتين من الوصايا، ويدخل فيه أيضا جميع أحكام الشريعة، وكل ما بينه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من تعاليم دين الإسلام. هذا؛ وقد قرئ بفتح همزة «(أنّ)» وكسرها، كما قرئ بالفتح، وسكون النون، وانظر: {صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} في الآية رقم [٥/ ١٦]. {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} يعني: الطرق المختلفة، والأهواء المضلة، والبدع الخبيثة.

وانظر: {سُبُلَ} في الآية رقم [٥/ ١٦] و [٧/ ١٤٢]. {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} أي: فتميل بكم هذه الطرق المختلفة المضلة عن دينه، وطريقه الذي ارتضاه لعباده.

روى البغوي بسنده عن ابن مسعود-رضي الله عنه-قال: خط لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطّا، ثم قال: «هذا سبيل الله». ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه، وعن شماله، وقال: «هذه سبل، على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه». وقرأ: {وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً}.

وقال النسفي: روي: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خط خطّا مستويا، ثم قال: «هذا سبيل الرشد، وصراط الله، فاتبعوه». ثم خط على كل جانب ستة خطوط ممالة، ثم قال: «هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، فاجتنبوها». وتلا هذه الآية. ثم يصير كل واحد من الاثني عشر طريقا ستة طرق، فتكون اثنين وسبعين.

أقول: وهذه كلها في النار، وتبقى الفرقة الثالثة والسبعون، وهذه هي الناجية التي تسير على سنة محمد، وسنة خلفائه الراشدين الهادين المهتدين من بعده. وانظر الحديث المروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في الآية رقم [١٥٩] الآتية تجد ما يسرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>