للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وعلى القراءة الثانية فالمصدر المؤول من (أنّ) واسمها، وخبرها فيه، وجهان: أحدهما: هو مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور يتعلقان بالفعل بعدهما، التقدير: فاستمع لاختيارنا إياك. والثاني: هو معطوف على ما قبله؛ أي: بأني ربك، وبأنّا اخترناك.

{فَاسْتَمِعْ:} الفاء: هي الفصيحة، وجملة: {فَاسْتَمِعْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم. التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا فاستمع. {لِما:} متعلقان بأحد الفعلين السابقين، و «ما»: تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر باللام. {يُوحى:}

مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، ونائب الفاعل يعود إلى (ما)، وهو العائد، أو الرابط، والمتعلق محذوف، التقدير: للذي، أو لشيء يوحى إليك. {إِنَّنِي أَنَا اللهُ} إعراب هذه الجملة مثل إعراب: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} في الآية رقم [١٢]. {لا إِلهَ إِلاّ أَنَا} إعراب هذه الجملة مثل إعراب: {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} في الآية رقم [٨] والجملة الاسمية هذه في محل رفع خبر ثان ل‍: (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنَّنِي..}. إلخ بدل من «الذي يوحى» أو هي تفسير له. تأمل. {فَاعْبُدْنِي:} الفاء: هي الفصيحة، (اعبدني): أمر، وفاعله تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط على مثال ما رأيت. {وَأَقِمِ:} الواو: حرف عطف. (أقم): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت».

{لِذِكْرِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، ومفعوله محذوف، التقدير: لذكري إياك، أو من إضافة المصدر لمفعوله، والفاعل محذوف، التقدير: لتذكرك إياي، و {الصَّلاةَ:} مفعول به، وجملة: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥)}

الشرح: {إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها:} قيل: معنى {أُخْفِيها} أظهرها؛ لأنه يقال: خفيت الشيء، وأخفيته: إذا أظهرته، فأخفيته من حروف الأضداد يقع على الستر، والإظهار. واستدلوا بقول امرئ القيس: [المتقارب]

فإن تدفنوا الداء لا نخفه... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد

أراد: لا نظهره، وقوله أيضا: [الطويل]

خفاهنّ من أنفاقهنّ كأنّما... خفاهنّ ودق من عشيّ مجلّب

المعنى: أظهرهن من أنفاقهن. وقال أبو بكر الأنباري: بعد {أَكادُ} كلام مضمر، التقدير:

أكاد آتي بها، وأيد هذا القول علي بن سليمان، والنحاس، وعليه فيبقى: {أُخْفِيها} من الإخفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>