هي مدنية، وهي مائتا آية، وثلاثة آلاف، وأربعمائة وثمانون كلمة، وأربعة عشر ألفا، وخمسمائة، وعشرون حرفا. انتهى خازن.
هذا؛ وسميت السّورة ب (آل عمران) لورود ذكر قصّة تلك الأسرة الفاضلة (آل عمران) والد مريم أم عيسى، وما تجلّى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول، وابنها عيسى عليهما السّلام، وقد ورد في بيان فضل هذه السورة الكريمة ما يلي:
فعن النواس بن سمعان-رضي الله عنه-قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله؛ الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة، وآل عمران». مسلم.
وعن أبي أمامة الباهلي-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرءوا القرآن، فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزّهراوين: البقرة، وآل عمران، فإنّهما يأتيان يوم القيامة، كأنّهما غمامتان، أو غيابتان-أو: كأنهما فرقان من طير-تحاجّان عن أصحابهما.
اقرءوا سورة (البقرة) فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». أخرجه مسلم.
قال معاوية بن سلام: بلغني: أنّ البطلة: السّحرة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{الم (١)}
انظر ما ذكرته في أول سورة البقرة ففيه الكفاية.
{اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)}
الشرح:{اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:} إخبار بأنه سبحانه المنفرد بالألوهيّة لجميع الخلائق. {اللهُ:}
علم على الذات الواجب الوجود، المستحقّ لجميع المحامد، وهو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل عنه؛ أعطى، وإنّما تخلّفت الإجابة في بعض الأحيان عند الدّعاء به لتخلّف شروط الإجابة، الّتي أعظمها أكل الحلال. ولم يسمّ به أحد سواه. قال تعالى في سورة (مريم) رقم [١٥]: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: هل تسمّى أحد الله غير الله؟! وقد ذكر في القرآن الكريم في ألفين وثلاثمائة وستين موضعا، علما بأنّه لم يذكر في سورتي (الرّحمن)، و (الواقعة).