للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربه، وإعراضكم لا يضره شيئا. {اللهَ:} انظر الاستعاذة. {الرَّسُولَ:} انظر الآية رقم [٨٤].

{الْمُبِينُ:} الواضح، وانظر إعلاله في الآية رقم [١٧]. وانظر (نا) في الآية رقم [١٤].

الإعراب: (أطيعوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب: {أَوْفُوا} في الآية رقم [١]. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية معطوفة على معنى الجملة الاسمية: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} لا محل لها مثلها، وجملة: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} معطوفة عليها، وكذلك جملة: (احذروا). {فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّيْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، ومتعلقه محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَاعْلَمُوا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط، وإعراب: (اعلموا) مثل إعراب: (أطيعوا) {عَلى رَسُولِنَا:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و (نا): في محل جر بالإضافة. {الْبَلاغُ:} مبتدأ مؤخر. {الْمُبِينُ:} صفته، والجملة الاسمية: {أَنَّما..}. إلخ في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي الفعل: (اعلموا)، وجملة (اعلموا...) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب.

{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اِتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمَّ اِتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اِتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣)}

الشرح: {آمَنُوا} أي: آمنوا بالله، ورسوله، وبوجود الملائكة، واليوم الآخر، وما فيه، والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى. هذا؛ والإيمان الصحيح هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، والعمل بالأركان. وانظر زيادة الإيمان ونقصه في الآية رقم [٢] (الأنفال) تجد ما يسرك. {وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:} على اختلاف أنواعها، ومراتبها، ودرجاتها، {جُناحٌ:} إثم ومؤاخذة. {طَعِمُوا} أي: شربوا الخمر، وأكلوا من القمار، قبل تحريمهما. {اِتَّقَوْا:} انظر الآية رقم [٣٨]. {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ:} انظر الآية رقم [٥٧] وأيضا رقم [١٤].

تنبيه: لما نزل تحريم الخمر، والميسر؛ قالت الصحابة: يا رسول الله، فكيف بإخواننا الذين ماتوا؛ وهم يشربون الخمر، ويأكلون مال الميسر؟! فنزلت الآية الكريمة، وهي تنفي الإثم عمن شرب، وأكل قبل التحريم. هذا؛ وتكرار: {اِتَّقَوْا} لا عيب فيه؛ لأن كل لفظ مع ما بعده يفيد معنى غير المعنى الأول، فمعنى الأول: اتقوا المحرم، واثبتوا على الأعمال {الصّالِحاتِ}.

ومعنى الثاني: اتقوا ما حرم عليهم بعد كالخمر، والميسر، وآمنوا بتحريمه. ومعنى الثالث:

استمروا، واثبتوا على اتقاء المعاصي، {وَأَحْسَنُوا،} وتحروا الأعمال الجميلة، واشتغلوا بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>