للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{رُسُلُهُمْ:} تنازعه كل من {كانَتْ} و {تَأْتِيهِمْ} فالأول يطلبه اسما له، والثاني يطلبه فاعلا، والأول أولى عند الكوفيين لسبقه، والثاني أولى عند البصريين لقربه، ويجب الإضمار في أحد الفعلين كما قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز] إن عاملان اقتضيا في اسم عمل... قبل فللواحد منهما العمل

والثاني أولى عند أهل البصره... واختار عكسا غيرهم ذا أسره

وأعمل المهمل في ضمير ما... تنازعاه والتزم ما التزما

وجملة: {تَأْتِيهِمْ..}. إلخ في محل نصب خبر {كانَتْ}. {بِالْبَيِّناتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {كانَتْ..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}.

إلخ مستأنفة، وفيها معنى التعليل لإذاقتهم الوبال، لا محل لها. {فَقالُوا:} (الفاء): حرف عطف. (قالوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَبَشَرٌ:}

(الهمزة): حرف استفهام، وإنكار. (بشر): فاعل لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده، فهو من باب الاشتغال، أو هو مبتدأ، سوغ الابتداء به تقدم الاستفهام عليه، والأول أرجح. قاله ابن هشام. {يَهْدُونَنا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، و (نا): مفعول به، والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها على الاشتغال، أو هي في محل رفع خبر (بشر) على اعتباره مبتدأ، والجملة الفعلية على الوجهين في محل نصب مقول القول، وجملة: (قالوا...) إلخ معطوفة على جملة: {كانَتْ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها.

(كفروا): ماض، وفاعله، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:

(قالوا...) إلخ.

{وَتَوَلَّوْا:} الواو: حرف عطف. (تولوا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة؛ التي هي فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، كما رأيت في الشرح، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وأيضا {وَاسْتَغْنَى اللهُ} معطوفة، والجملة الاسمية: {وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} مستأنفة، لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من لفظ الجلالة، فلست مفندا، وتكون حالا مؤكدة، والرابط: الواو، وإعادة لفظ الاسم الكريم بلفظه.

{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧)}

الشرح: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} أي: ادّعوا باطلا: أنهم لا يبعثون بعد موتهم، والمراد: كفار مكة جميعهم. وقيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي مع خباب بن الأرت

<<  <  ج: ص:  >  >>