الشرح:{ذلِكُمْ}: الخطاب للمؤمنين، والإشارة إلى البلاء الحسن، وهو النصر والظفر بالمشركين، أو إلى الرمي المذكور في الآية السابقة. {وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ..}. إلخ: أي: واعلموا أن الله مضعف كيد الكافرين ومذلهم بالقتل والأسر، وقد حقق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، هذا؛ والكيد: المكر كما رأيت في الآية رقم [١٨٣] من سورة (الأعراف). {اللهَ}: انظر الآية رقم [١] وانظر {كَفَرُوا} في الآية رقم [٦٦] من سورة (الأعراف). هذا؛ وقد قرئ:
الإعراب:{ذلِكُمْ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ خبره محذوف، التقدير: ذلكم الإبلاء حق، وقيل: خبر لمبتدإ محذوف. التقدير: المقصود أو الأمر ذلكم، والأمر ذلكم، والأول أصح وأقوى. الواو: حرف عطف.. (أن): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ}:
اسمها. {مُوهِنُ}: خبرها، وهو مضاف، و {كَيْدِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وعلى قراءة التنوين، ف (كيد) مفعول به منصوب. وعلى الوجهين ففاعل {مُوهِنُ} مستتر تقديره:
«هو» يعود إلى {اللهَ،} و {كَيْدِ} مضاف، و {الْكافِرِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد، و {وَأَنَّ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع معطوف على {ذلِكُمْ} على الوجهين المعتبرين فيه، هذا؛ ويجوز أن يكون المصدر في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: واعلموا أن الله... إلخ، وقال الزمخشري: معطوف على (ليبلي)، وليس بشيء.
الشرح:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ}: الخطاب لأهل مكة على سبيل التهكم؛ لأنهم الذين وقع بهم الهلاك والذلة، وذلك: أنهم حين أرادوا الخروج إلى بدر تعلق أبو جهل وغيره بأستار الكعبة، وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين، وأهدى الفئتين، وأكرم الحزبين، وهذا الدعاء في الواقع عليهم، وإن قصدوا به الدعاء على الرسول صلّى الله عليه وسلّم وحزبه، {وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} أي: إن تنتهوا عن الكفر ومعاداة الرسول فهو خير لكم لتضمنه سلامة الدارين، و {خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}: الجنة أو النار. {وَإِنْ تَعُودُوا} أي: لمحاربة محمد ومعاداته. {نَعُدْ} أي: لنصرته عليكم. {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ..}. إلخ: