للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب واضح إن شاء الله تعالى، وقد مرّ معنا كثير مثله، وجملة: {وَلَيُبَيِّنَنَّ..}. إلخ جواب قسم محذوف، والقسم المحذوف، وجوابه كلام معطوف على الجملة قبله، لا محل له مثلها.

{وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣)}

الشرح: {وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً} أي: على ملة واحدة، ودين واحد، وهو الإسلام. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١١٨] من سورة (هود) عليه السّلام، فإنه جيد جدا.

{وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ} إضلاله، وذلك بخذلانه إيّاه عدلا منه. {وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} هدايته بتوفيقه إياه فضلا منه، وتكرما. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٩] من سورة (الرّعد)، ففيها القول الفصل. {وَلَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: في الدنيا سؤال تبكيت، وتأنيب، ومجازاة.

فيجازي المحسن بإحسانه، ويعاقب المسيء بإساءته، أو يغفر له. وانظر سؤال الكافرين في الآية رقم [٩٢] من سورة (الحجر).

بعد هذا انظر شرح: {شاءَ} في الآية رقم [٢] وأما (لتسألنّ) فأصله: (تسألون) فلمّا اتصلت به نون التوكيد؛ صار (لتسألوننّ) فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، فصار (لتسألونّ) ثم حذفت واو الجماعة لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة على اللام لتدل على الواو المحذوفة، فصار (لتسألنّ).

الإعراب: {وَلَوْ:} الواو: حرف استئناف. (لو): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {شاءَ اللهُ:} ماض، وفاعله، ومفعوله محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:

لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَجَعَلَكُمْ:} اللام: واقعة في جواب (لو). (جعلكم أمة):

ماض ومفعولاه، والفاعل يعود إلى: {اللهُ،} والجملة الفعلية جواب (لو)، لا محل لها، و (لو) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل لها. {واحِدَةً:} صفة {أُمَّةً}. {وَلكِنْ:} الواو: حرف عطف. (لكن): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {يُضِلُّ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (الله).

{مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: يضل الذي، أو شخصا يشاء الله إضلاله، والجملة الفعلية معطوفة على جواب (لو)، لا محل لها أيضا، وجملة:

{وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} معطوفة لا محل لها أيضا. {وَلَتُسْئَلُنَّ:} الواو: حرف استئناف. اللام: واقعة في جواب قسم محذوف. (تسألن): مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة المدلول عليها بالضمة نائب فاعله، والنون حرف لا محل له، والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف لا محل لها، والقسم، وجوابه كلام مستأنف، لا محل له. {عَمّا:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، و (ما) تحتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>