للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى في الحقيقة وليس للشيطان فعل، وإنما أسند ذلك إليه من حيث إن الله تعالى قدر ذلك على لسانه ويده، فالشيطان يمنّيهم، ويزين لهم القبيح، ويقول لهم: في آجالكم فسحة، فتمتعوا بدنياكم، ورياستكم إلى آخر العمر. انتهى. بحروفه. هذا؛ وقرئ الفعل بضم الهمزة وسكون الياء على أنه مضارع. هذا؛ واختار أبو عبيد قراءة العامة؛ قال: لأنّ المعنى معلوم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. وانظر الإعراب يتضح لك المعنى.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. {اِرْتَدُّوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محلّ لها. {عَلى أَدْبارِهِمْ:} متعلقان بما قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال، وليس بالوجه، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان به أيضا. {ما:} مصدرية. {تَبَيَّنَ:} فعل ماض. {لَهُمُ:} متعلقان به. {الْهُدَى:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، و {ما} المصدرية، والفعل: {تَبَيَّنَ} في تأويل مصدر في محل جر بإضافة {بَعْدِ} إليه.

{الشَّيْطانُ:} مبتدأ. {سَوَّلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {الشَّيْطانُ}. {لَهُمُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {الشَّيْطانُ..}. إلخ في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ..}. إلخ، لا محلّ لها لأنّها ابتدائية، أو مستأنفة.

{وَأَمْلى:} الواو: حرف عطف. (أملى): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الشَّيْطانُ}.

{لَهُمُ:} متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، وهذه هي قراءة العامة، وعلى قراءة الفعل بالبناء للمجهول؛ فالجار والمجرور في محل رفع نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها أيضا لا محلّ لها. هذا؛ وعلى اعتباره مضارعا؛ فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنا»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: وأنا أملي لهم، والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محلّ لها. وإن اعتبرتها في محل نصب حال من الضمير المجرور باللام؛ فلست مفندا، ويكون الرابط: الواو، والضمير.

{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (٢٦)}

الشرح: {ذلِكَ:} إشارة إلى التسويل، والإملاء. {بِأَنَّهُمْ} أي: بأن أهل الكتاب، أو المنافقين. {قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ} أي: وهم مشركو قريش، ومن حالفهم من قبائل العرب على الكفر، والضلال. {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} يعني: من التعاون على عداوة محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>