للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبتدأ؛ أي: الموحي الله. وقواه ابن هشام في المغني. أو يكون مبتدأ، والخبر {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

انتهى. قرطبي. وجوّز مكي اعتبار الاسمين الكريمين صفتين للفظ الجلالة، والخبر الجملة الاسمية في الآية التالية. وهذا كلّه على تقدير سؤال سائل. تأمّل.

{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)}

الشرح أي: إنّ جميع الموجودات في السموات، والأرض من أفلاك، وكواكب في السموات، وما على الأرض من جبال، وأنهار، وبحار؛ فكل ذلك ملك لله تعالى، وفي تصرفه، وعنه نشأ، ومنه بدأ، لا يشركه فيه أحد. وما يملكه العبد في هذه الدنيا الفانية؛ فإنّما هو ملك له في الظاهر، قد منحه الله له؛ ليتمتع به على سبيل الوكالة، والأمانة، فويل لمن قصّر في الوكالة، وخان في الأمانة. وقيل: معناه: إنّ خزائنه المطر، والرزق بيد الله، ولا يملكها أحد سواه.

{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ:} هو كقوله تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ،} {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.

الإعراب: {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): معطوفة على ما قبلها عطف مفرد على مفرد، وإن اعتبرتها مبتدأ، والخبر محذوفا، لدلالة ما قبله عليه؛ فالعطف يكون عطف جملة على جملة. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول.

{وَهُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ:} خبران للضمير، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من الضمير المجرور باللام؛ فلست مفندا، ويكون الرابط:

الواو، والضمير.

{تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥)}

الشرح: {تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أي:

تكاد كل واحدة منها تنفطر فوق التي تليها من قول المشركين: {اِتَّخَذَ اللهُ وَلَداً} رقم [١١٦] من سورة (البقرة)، وسورة (مريم) [٩٠ و ٩١]: {تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً}. وقال الضحاك، والسّدي: أي: يتشققن من عظمة الله، وجلاله فوقهن. وقيل: {فَوْقِهِنَّ} فوق الأرضين من خشية الله؛ لو كنّ مما يعقل. هذا؛ وقرئ:

<<  <  ج: ص:  >  >>