للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وارِدَهُمْ}: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: (أرسلوا...) إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وأيضا جملة: {فَأَدْلى دَلْوَهُ} معطوفة عليها لا محل لها أيضا.

{قالَ}: ماض، والفاعل يعود إلى {وارِدَهُمْ}. (يا): حرف نداء ينوب مناب: (أدعو).

(بشرى): منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم المقدر على الألف في محل نصب، وعلى القراءات الأخرى، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، هذا؛ وأصل النداء أن يكون لمن يعقل، وقد ينادى ما لا يعقل مجازا، والمعنى: أيها البشرى احضري، فهذا أوانك، وله نظائر كثيرة في كتاب الله، مثل:

يا حسرتى، يا ويلتى، ونحوهما، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول، ومثلها الجملة الاسمية: {هذا غُلامٌ} وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. (أسروه): ماض وفاعله ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {قالَ..}. إلخ لا محل لها مثلها. {بِضاعَةً}:

حال، وهو في الحقيقة معمول لحال محذوفة؛ إذ التقدير: جاعليه بضاعة. {وَاللهُ عَلِيمٌ}: مبتدأ وخبر. {بِما}: متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: عليم بالذي، أو بشيء يعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ،} التقدير: عليم بعملهم، والجملة الاسمية: {وَاللهُ عَلِيمٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ (٢٠)}

الشرح: {وَشَرَوْهُ} أي: باعوه، فقد يطلق لفظ الشراء على البيع، يقال: شريت الشيء، بمعنى بعته، وإنما وجب حمل هذا الشراء على البيع؛ لأن واو الجماعة تعود إلى شيء واحد، وذلك أن إخوته زهدوا فيه، فباعوه، وقيل: إن الضمير يعود على مالك بن ذعر وأصحابه، وعليه يكون لفظ الشراء على بابه. {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} أي: نقص بمعنى منقوص؛ لأن غرض إخوته لم يكن في ثمنه، وإنما كان قصدهم إبعاده عن وجه أبيه؛ ليخلو لهم، كما رأيت فيما تقدم، وقيل:

معنى: بخس حرام، أو ظلم؛ لأن ثمن الحر حرام. {دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ}: قليلة، فعن ابن عباس وابن مسعود-رضي الله عنهم-: باعوه بعشرين درهما، أخذ كل واحد من إخوته درهمين.

{وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ} أي: من الراغبين عن يوسف، فإن كانت واو الجماعة عائدة على الإخوة فالأمر ظاهر، وإن كان للرفقة، وكانوا بائعين له، فزهدهم فيه؛ لأنهم التقطوه، والملتقط للشيء، متهاون به، خائف من انتزاعه منه، مستعجل في بيعه، وإن كانوا مبتاعين؛ فلأنهم اعتقدوا: أنه عبد آبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>