للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بمحذوف حال من (ما)، و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها. {فَمَتاعُ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (متاع): خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فهو متاع، و (متاع) مضاف، و {الْحَياةِ} مضاف إليه. {الدُّنْيا:} صفة: {الْحَياةِ} مجرور مثله، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية المقدرة: «فهو متاع... إلخ». في محل جزم عند الجمهور، والدسوقي يقول:

لا محلّ لها. هذا؛ وإن اعتبرت (ما) اسما موصولا؛ فهو مبتدأ، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف، التقدير: فالذي أوتيتموه، والخبر: (متاع الحياة)، والجملة: {فَما أُوتِيتُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها على جميع الاعتبارات. {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {عِنْدَ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من: {فَمَتاعُ الْحَياةِ} والرابط: الواو فقط، وهو أقوى من اعتبارها معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة. {وَأَبْقى:} معطوف على ما قبله مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {لِلَّذِينَ:} متعلقان بأحد الاسمين السابقين على التنازع، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول. {وَعَلى رَبِّهِمْ:} متعلقان بما بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يَتَوَكَّلُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.

{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧)}

الشرح: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ} يعني: كل ذنب تعظم عقوبته، كالقتل، ونحوه. قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «اجتنبوا السبع الموبقات». قيل: يا رسول الله! ما هنّ؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات». أخرجه البخاري، ومسلم، وغيرهما عن أبي هريرة-رضي الله عنه-. {وَالْفَواحِشَ:} جمع: فاحشة، وهي الزنى. وقال الخازن: ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال. وقيل: الفواحش، والكبائر بمعنى واحد، فكرر لتعدد اللفظ؛ أي:

يجتنبون المعاصي؛ لأنها كبائر وفواحش.

{وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} أي: يتجاوزون، ويحلمون عمن ظلمهم. وهذا من محاسن الأخلاق، فهم يشفقون على ظالمهم، ويصفحون عمن جهل عليهم، يطلبون بذلك ثواب الله تعالى، وعفوه، لقوله تعالى في سورة (آل عمران) رقم [١٣٤]: {وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وعن علي-رضي الله عنه-قال: اجتمع لأبي بكر مال مرة، فتصدق به كله في سبيل الخير، فلامه المسلمون، وخطأه الكافرون، فنزل قوله تعالى: {فَما أُوتِيتُمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>