بالإضافة. {هذا}: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر صفة (قميصي)، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {فَأَلْقُوهُ}: (ألقوه): أمر، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {عَلى وَجْهِ}: متعلقان بما قبلهما، و {وَجْهِ}: مضاف، و {أَبِي}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {يَأْتِ}: مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف، التقدير: إن تلقوه... يأت، وعلامة جره حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والفاعل مستتر يعود إلى {أَبِي}. {بَصِيراً}: حال من الفاعل المستتر.
{وَأْتُونِي}: الواو: حرف عطف. (ائتوني): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به {بِأَهْلِكُمْ}: متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {أَجْمَعِينَ}: توكيد لما قبله مجرور، وعلامة الجر الياء... إلخ بعد هذا ينبغي أن تعلم: أن الآية بكاملها في محل نصب مقول القول، سواء الجمل معطوفة ومعطوفا عليها.
{وَلَمّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤)}
الشرح: {وَلَمّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} أي: خرجت من عريش مصر، يقال: فصل من البلد فصولا، إذا انفصل منه، وجاوز حيطانه، وهذا الفعل يكون لازما ومتعديا، وانظر شرح العير في الآية رقم [٧٠] {قالَ أَبُوهُمْ} أي: لمن حضره من أحفاده ونسائه. {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} أي:
لأشم رائحته، قيل: إن ريح الصبا استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير، وكانت المسافة ثلاث ليال، وقيل: مسيرة ثماني ليال، وقال الحسن: مسيرة عشر ليال.
{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أي: تنسبوني إلى الفند، وهو نقصان العقل بسبب الهرم، وهو ما يسمى بالخرف، وقيل: تسفهوني، وقيل: تجهلوني، وقيل: تغلطوني، قال رجل يخاطب ابنه: [الطويل]
وسمّيتني باسم المفنّد رأيه... وفي رأيك التّفنيد لو كنت تعقل
وخذ قول دعبل الخزاعي: [البسيط]
ما أكثر النّاس، لا بل ما أقلّهم... الله يعلم أنّي لم أقل فندا
إنّي لأغمض عيني ثمّ أفتحها... على كثير، ولكن لا أرى أحدا
وفي القاموس: الفند بالتحريك: الخرف، وإنكار العقل لهرم، أو مرض، والخطأ في الرأي، والقول، والكذب، ولا تقل: عجوز مفندة؛ لأنها لم تكن ذات رأي: أبدا، انتهى.
يريد: أنها لم تكن في شبابها ذات رأي، فتفند في كبرها، أقول: قد كان منهن ذات رأي: آسية ومريم، وخديجة الكبرى.