للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما في هذه الاية، ومنه قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٣٥]: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما..}.

إلخ. والثاني: العداوة مثل قوله تعالى في سورة (هود) رقم [٨٩]: {وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي..}.

إلخ، وقوله تعالى في سورة (الحج) رقم [٥٣]: {وَإِنَّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ،} وقوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [١٧٦] {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ}.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {بِأَنَّهُمْ:} (الباء): حرف جر. (أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {شَاقُّوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:}

منصوب على التعظيم. {وَرَسُولَهُ:} الواو: حرف عطف. (رسوله): معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {شَاقُّوا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ؛ أي: ذلك وقع بهم بسبب كونهم شاقوا... إلخ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{وَمَنْ:} (الواو): حرف استئناف. وقيل: عاطفة، والأولى أولى. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُشَاقِّ:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وحرك بالكسرة على أصل التقاء الساكنين، وقرئ بالفك في سورة (الأنفال) رقم [١٣]، والفاعل يعود إلى (الله). {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {فَإِنَّ:} (الفاء): واقعة في جواب الشرط. (إنّ):

حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {شَدِيدُ:} خبرها، وهو مضاف، و {الْعِقابِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ التقدير: شديد عقابه، والجملة الاسمية: {فَإِنَّ..}.

إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. هذا؛ وقد اختلف في خبر المبتدأ، الذي هو (من) فقيل: هو جملة الشرط. وقيل:

هو جملة الجواب، وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ ولا بد من تقدير رابط في جملة الجواب؛ أي: شديد العقاب له. هذا؛ وإن اعتبرت الجواب محذوفا، التقدير:

من يشاق الله؛ يعاقبه، فتكون الجملة الاسمية: {فَإِنَّ اللهَ..}. إلخ مفيدة للتعليل، لا محل لها.

{ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (٥)}

الشرح: سبب نزول هذه الاية: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما نزل ببني النضير، وتحصنوا بحصونهم؛ أمر بقطع نخيلهم، وإحراقها، فجزع أعداء الله عند ذلك، وقالوا: يا محمد زعمت: أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر، وقطع النخل؟! وهل وجدت فيما زعمت: أنه أنزل عليك الفساد في الأرض؟! فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم، وخشوا أن يكون ذلك فسادا،

<<  <  ج: ص:  >  >>