الشرح:{هُوَ الْحَيُّ} أي: الباقي الذي لا يموت، الحي الحياة الحقيقية التي لا انقضاء لها، والحي هو المدرك الفعال لما يريد، وهذه إشارة إلى العلم التام، والقدرة التامة. {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ:} انظر الآية رقم [٣] من سورة (الزمر) ففيها الكفاية. {الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ:} وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: من قال: لا إله إلاّ الله؛ فليقل على أثرها:
الحمد لله ربّ العالمين.
الإعراب:{هُوَ الْحَيُّ:} مبتدأ، وخبر، وجملة:{إِلهَ إِلاّ هُوَ} في محل رفع خبر ثان، وانظر إعرابها في الآية رقم [٣]. والجملة الاسمية:{هُوَ الْحَيُّ} مستأنفة، لا محل لها.
{فَادْعُوهُ:} الفاء: أراها الفصيحة. (ادعوه): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك واقعا، وحاصلا فادعوه. {مُخْلِصِينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء، وفاعله مستتر فيه؛ لأنه جمع اسم فاعل. {إِلهَ:} جار ومجرور متعلقان به. {الدِّينَ:}
مفعوله، والكلام بجملته معطوف على ما قبله. {الْحَمْدُ:} مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {رَبِّ:} صفة لفظ الجلالة، أو بدل منه، و {رَبِّ} مضاف، و {الْعالَمِينَ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول لقول محذوف يقع حالا من واو الجماعة، التقدير: قائلين: {الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}.
الشرح:{قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} أي:
قل يا محمد لقومك: إن الله تعالى نهاني أن أعبد هذه الآلهة؛ التي تعبدونها من دون الله. وكانوا قد دعوه إلى عبادتهم، وإلى آلهتهم التي يقدسونها، ويعظمونها. وفي ذلك زجر لهم، وقطع لآمالهم في أن يعود الرسول صلّى الله عليه وسلّم لتقديس آلهتهم، وتعظيمها؛ مع أنه لم يعترف بها منذ نشأته.
{لَمّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي} أي: حين جاءتني الآيات الواضحات من عند ربي. والبينات هي: