بعد هذا انظر شرح العرش في الآية رقم [٢] من سورة (الرعد) و (ذي) بمعنى: صاحب، وجمعه من غير لفظه على الأكثر، وهو (أولو، وأولي) ويجمع على: (ذوين، وذوون) وهو قليل. هذا؛ وإنما جمعت المعبودات الباطلة بواو الجماعة التي لجماعة المذكرين العاقلين مع أنها جمادات؛ لأن الكفار يعاملونها معاملة من يعقل، من سؤالهم لها حوائجهم، وتذللهم لها، والعرب تجمع ما لا يعقل؛ جمع من يعقل؛ إذا نزلوه منزلته، وإن كان خارجا عن الأصل، وهو كثير ومستعمل في القرآن الكريم، والكلام العربي.
أما (السبيل) فهو الطريق يذكر، ويؤنث بلفظ واحد، فمن التذكير قوله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} ومن التأنيث قوله تعالى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ} والجمع على التأنيث: سبول، وعلى التذكير: سبل بضمتين، وقد تسكن الباء، كما في رسل، وعسر، ويسر. قال: عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: رحم، وحلم، وأسد... إلخ هذا؛ وإعلال (ابتغوا) مثل إعلال (ألقوا) في الآية رقم [٨٧] من سورة (النحل).
الإعراب:{قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانَ:} ماض ناقص. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر {كانَ} مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {آلِهَةٌ:} اسمها مؤخر. هذا؛ وإن اعتبرت {كانَ} تامة فالمعنى لا يأباه، ويكون الظرف متعلقا بها، وآلهة فاعلها، والجملة الفعلية على الاعتبارين لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {كَما:} الكاف: حرف تشبيه وجر. (ما):
مصدرية. {يَقُولُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، و (ما) والفعل في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بما تعلق به الظرف. قاله الحوفي، أو هما متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، التقدير: كونا مشابها لما تقولون، وهذا ليس مذهب سيبويه... إلخ.
وانظر الآية رقم [٢٤]{إِذاً:} حرف جواب، وجزاء. {لابْتَغَوْا:} اللام: واقعة في جواب (لو).
(ابتغوا): ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة التي هي فاعله، والألف للتفريق. {إِلى ذِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال من سبيلا، كان صفة له.. إلخ، وعلامة الجر الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (ذي) مضاف، و {الْعَرْشِ:} مضاف إليه. {سَبِيلاً:} مفعول به، وجملة:{إِذاً لابْتَغَوْا} إلخ جواب {لَوْ،} لا محل لها، و {لَوْ} ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح: نزه الله نفسه في هذه الآية تنزيها يليق به، وقدس ذاته العلية، عما لا يليق به، ومجد عظمته تمجيدا يليق بكبريائه. وانظر شرح:{سُبْحانَهُ وَتَعالى} في الآية رقم [١] من سورة (النحل).