مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، و (ها): في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة:{تُؤْتِي..}. إلخ في محل جر صفة ثانية ل:(شجرة)، أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم، والاستئناف ممكن. تأمل. {وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ:}
مضارع وفاعله ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {لِلنّاسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها، وجملة:{يَتَذَكَّرُونَ} في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية تعليل لضرب الأمثال، وانظر مثل هذا الترجي في الآية رقم [٢] من سورة (الرعد). تأمل، وتدبر.
الشرح:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ:} المراد به كلمة الشرك. {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ:} المراد بها شجرة الحنظل، قاله أنس بن مالك، ومجاهد، وفي رواية عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أنها الثوم.
{اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ:} اقتلعت من أصلها. {ما لَها مِنْ قَرارٍ:} يعني ما لهذه الشجرة من ثبات في الأرض؛ لأنها ليس لها أصل ثابت في الأرض، ولا فرع صاعد في السماء، كذلك الكافر لا خير فيه، ولا يصعد له قول طيب، ولا عمل صالح، ولا لاعتقاده أصل ثابت، فهذا وجه تمثيل الكافر بهذه الشجرة الخبيثة، وهذا هو التشبيه التمثيلي الذي رأيت مثله في الآية السابقة.
فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: أتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقناع عليه رطب، فقال:
{مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها} قال: هي النّخلة. {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ} قال: هي الحنظلة». أخرجه الترمذي مرفوعا، وموقوفا، وقال: الموقوف أصح.
الإعراب:{وَمَثَلُ:} الواو: حرف عطف. (مثل): مبتدأ، ومثل مضاف، و {كَلِمَةٍ:} مضاف إليه. {خَبِيثَةٍ:} صفة كلمة. {كَشَجَرَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {خَبِيثَةٍ:} صفة (شجرة). {اُجْتُثَّتْ:} ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل يعود إلى شجرة، والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية ل:(شجرة)، أو هي في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. {مِنْ فَوْقِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {فَوْقِ} مضاف، و {الْأَرْضِ} مضاف إليه. {ما:} نافية. {لَها:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {قَرارٍ:}
مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا؛ ويجوز اعتبار {ما} حجازية، والإعراب واضح عليه، والجملة الاسمية على الاعتبارين تصلح لأن تكون صفة ثانية ل:(شجرة)، وأن تكون حالا من نائب الفاعل، والجملة الاسمية:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.