للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّي، ثمّ نرجع، فننحر، فمن فعل ذلك؛ فقد أصاب سنّتنا، ومن ذبح قبل أن يصلّي؛ فإنّما هو لحم عجّله لأهله ليس من النّسك في شيء». متفق عليه.

وروي عن عائشة-رضي الله عنها-: أنها نزلت في النهي عن صوم يوم الشك؛ أي: لا تصوموا قبل نبيكم. فعن عمار بن ياسر-رضي الله عنه-قال: (من صام في اليوم الذي يشك فيه، فقد عصى أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم). أخرجه أبو داود، والترمذي. وقيل: نزلت الاية في ناس كانوا يقولون: لو نزل فيّ كذا، أو صنع كذا، وكذا، فكره الله ذلك منهم.

وقيل في سبب نزول هذه الاية: ما روي عن عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-أنه قدم وفد بني تميم على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال أبو بكر-رضي الله عنه-أمّر القعقاع بن معبد، وقال عمر-رضي الله عنه-: بل أمّر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلاّ خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا؛ حتى ارتفعت أصواتهما. أخرجه البخاري، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (أيها): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء. و (ها): حرف تنبيه لا محلّ له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من: (أيها)، وانظر الاية رقم [١٣] وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محلّ لها. {لا:}

ناهية. {تُقَدِّمُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمفعول محذوف، اقتصارا، أو اختصارا، مثل قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا} وقولهم: هو يعطي، ويمنع، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية، كالجملة الندائية قبلها. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، وهو مضاف، و {يَدَيِ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى صورة، وحذفت النون للإضافة، {يَدَيِ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {وَرَسُولِهِ:} معطوف عليه. والهاء في محل جر بالإضافة. {وَاتَّقُوا:} الواو: حرف عطف. (اتقوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهِ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:} اسمها. {سَمِيعٌ:} خبر أول. {عَلِيمٌ:}

خبر ثان، والجملة الاسمية تعليل لما قبلها، لا محلّ لها.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢)}

الشرح: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ..}. إلخ: نادى الله المؤمنين الصادقين ثانية؛ استدعاء منهم لتجديد الاستبصار عند كل خطاب وارد، وتحريك منهم؛ لئلا يغفلوا عن تأملهم. والمعنى: لا تجعلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>