للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّه غير مستبد بقدرته وإنّما خصّ هنا تعالى صفته التي هي القدرة بالذّكر دون غيرها؛ لأنه تقدّم ذكر فعل مضمنه الوعيد، والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك. والله أعلم.

الإعراب: {ما:} اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم لفعل شرطه، وقيل: هي في محل نصب مفعول مطلق. أي نسخ ننسخ آية. {نَنْسَخْ:} فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله مستتر تقديره نحن. {مِنْ آيَةٍ:} متعلقان بمحذوف حال من {ما،} و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها، وقال الجمل: متعلقان بمحذوف صفة لها، ولا وجه له. وقال أبو البقاء:

زائدة، و {آيَةٍ} تمييز ل‍ {ما} وليس بالقويّ، والجملة الفعلية: {نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} ابتدائية لا محل لها. {أَوْ:} حرف عطف. {نُنْسِها:} مضارع معطوف على فعل الشرط مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة من آخره، وهو الياء، والفاعل: تقديره: «نحن»، و (ها) مفعول ثان، والأول محذوف؛ إذ التقدير: ننكسها، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {نَأْتِ:} فعل مضارع جواب الشّرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {بِخَيْرٍ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْها:} متعلقان ب‍ (خير) أو بمحذوف صفة له. {أَوْ:} حرف عطف. {مِثْلِها:}

معطوف على (خير)، و (ها): في محل جر بالإضافة، وجملة: {نَأْتِ بِخَيْرٍ:} لا محل لها؛ لأنها جواب الشّرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍ «إذا» الفجائية. {أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير. ({لَمْ}): حرف نفي، وقلب، وجزم. {تَعْلَمْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍ ({لَمْ}) والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍ {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه. {قَدِيرٌ:} خبر {أَنَّ،} و {أَنَّ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسد مفعولي: {تَعْلَمْ،} وجملة: {أَلَمْ تَعْلَمْ} مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧)}

الشرح: يرشد الله عباده في هذه الآية، إلى أنّه له التصرّف في خلقه بما يشاء، فله الخلق، والأمر، وهو المتصرّف فيهم، فكما خلقهم كما يشاء، يسعد من يشاء، ويشقي من يشاء، ويوفّق من يشاء، ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء، فيحل ما يشاء، ويحرّم ما يشاء، ويبيح ما يشاء، ويحظر ما يشاء، وهو الذي يحكم ما يريد، ولا معقّب لحكمه. {لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ،} ويختبر عباده بالنّسخ، فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها الله تعالى، ثمّ ينهى عنه لما يعلمه تعالى، فالطّاعة كلّ الطاعة في امتثال أمره، واتباع رسله في

<<  <  ج: ص:  >  >>