للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب‍: {تَنْزِيلٌ}. وقال الزمخشري: والأجود أن يكون صفة مثل ما قبله وما بعده. انتهى. وجملة:

{يَعْلَمُونَ} في محل جر صفة: ل‍: (قوم)، وانظر تقدير المفعول في الشرح.

{بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٤)}

الشرح: {بَشِيراً:} للمؤمنين العاملين بطاعة الله. {وَنَذِيراً:} للكافرين، والفاسقين المخالفين لأوامر الله، المنتهكين حرماته. {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ} أي: أعرض أكثر قريش عن تدبر القرآن، وقبوله. {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ:} سماع تأمل وطاعة، وسماع قبول، وانتفاع. هذا؛ والفعل:

{يَسْمَعُونَ} من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات؛ تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات تعدى إلى اثنين، الثاني منهما جملة فعلية مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية، مثل قولك: سمعت فلانا يقول كذا. وهذا اختيار الفارسي. واختار ابن مالك، ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال؛ إن كان المتقدم معرفة، وصفة إن كان نكرة، مثل قولك:

سمعت رجلا يقول كذا. هذا؛ ولا تنس الطباق بين {بَشِيراً} و (نذيرا).

الإعراب: {بَشِيراً وَنَذِيراً:} حالان من {آياتُهُ}. وقيل: من {كِتابٌ}. وقيل: من الضمير المنوي في {قُرْآناً} والعامل فيه: {فُصِّلَتْ}. وقيل: هما نعتان ل‍: {قُرْآناً}. هذا؛ وقرأ زيد بن علي برفعهما على النعت ل‍: {كِتابٌ،} أو على أنه خبر ابتداء مضمر؛ أي: هو بشير، ونذير، وهي قراءة شاذة بلا ريب. {فَأَعْرَضَ:} الفاء: حرف عطف. (أعرض): فعل ماض.

{أَكْثَرُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والمتعلق محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {فُصِّلَتْ..}. إلخ. {فَهُمْ:} الفاء: حرف عطف، وسبب. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {لا يَسْمَعُونَ} مع المفعول المحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، ومتسببة عنها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأكرم.

{وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (٥)}

الشرح: {وَقالُوا} أي: كفار قريش. {قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ:} {أَكِنَّةٍ} جمع كنان وهو الغطاء، وهو الوعاء الجامع المحيط بالشيء، وهو غير الكن (بكسر الكاف) فإنه يجمع على:

أكنان، كما في قوله تعالى في سورة (النحل) رقم [٨١]: {وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً}. والضمير في {إِلَيْهِ} يعود إلى التوحيد المفهوم من المقام. وقال الجمل:

قالوا ذلك عند دعوته إياهم إلى القرآن، والعمل بما فيه. انتهى. فيكون الضمير قد عاد إلى مذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>