تدعو إليه من معاصي الله تعالى، ويراد بالممدود: ما بين السماء والأرض، وقد جاء الهوى بمعنى العشق ممدودا في الشعر، ومنه قول الشاعر:[الطويل]
وهان على أسماء إن شطّت النّوى... نحنّ إليها والهواء يتوق
وإليك هذين البيتين فإنهما من النكت الحسان:[الكامل]
جمع الهواء مع الهوى في مهجتي... فتكاملت في أضلعي ناران
فقصرت بالممدود عن نيل المنى... ومددت بالمقصور في أكفاني
وقال أبو عبيدة: لم نجد الهوى يوضع إلا موضع الشر؛ لأنه لا يقال: فلان يهوى الخير، بل يقال: فلان يحب الخير، وجمعه: أهواء، وجمع الممدود: أهوية.
الإعراب:{أَرَأَيْتَ:} الهمزة: حرف استفهام تعجبي. (رأيت): فعل، وفاعل. {مَنِ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. {اِتَّخَذَ:} ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى {مَنِ}. {إِلهَهُ:} مفعول به أول، والهاء في محل جر بالإضافة.
{هَواهُ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. هذا؛ وأجيز اعتبار:{إِلهَهُ} مفعولا ثانيا مقدما، و {هَواهُ} مفعولا أولا مؤخرا، (أنت): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {تَكُونُ:} فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره:«أنت». {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {وَكِيلاً:} خبر {تَكُونُ،} وجملة: {تَكُونُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{أَفَأَنْتَ..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان للفعل {أَرَأَيْتَ،} والجملة الفعلية هذه مستأنفة، لا محل لها. والجملة الفعلية:{اِتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ} صلة الموصول، لا محل لها.
الشرح:{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ:} المعنى: بل أتظن: أن أكثرهم يسمعون الكلام سماع قبول، أو يفهمون ما تقول لهم، فيجدي معهم الكلام، وتفيد الحجج، والبراهين، فتهتم بشأنهم، وتطمع في إيمانهم، وهو أشد مذمة مما قبله حتى حقّ بالإضراب عنه إليه، وتخصيص الأكثر؛ لأنه كان منهم من آمن، ومنهم من عقل الحق ولم يقبله استكبارا، وعنادا، أو خوفا على الرياسة، والزعامة أن تذهب منه، وهذا يشمل كل من كابر وعاند، في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم وبعده إلى قيام الساعة.