للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما منكم من أحد إلاّ وسيكلّمه الله ما بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمان منه، فلا يرى إلا ما قدّمه، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدّمه بين يديه، فتستقبله النار؛ فمن استطاع منكم أن يتقي النار، ولو بشقّ تمرة؛ فليفعل». ولا تنس الطباق بين: الجحيم، والجنة، فهو من المحسنات البديعية. وانظر سورة (الانفطار) رقم [٥].

الإعراب: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ..}. إلخ: الإعراب مثل الآية الأولى بلا فارق، والجمل المتعاطفة مثلها. {بِأَيِّ:} متعلقان بالفعل بعدهما، و (أي): مضاف، و {ذَنْبٍ} مضاف إليه.

{قُتِلَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان، للفعل: (سئل)، والمفعول الأول نائب الفاعل العائد على {الْمَوْؤُدَةُ}. {عَلِمَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {نَفْسٌ:} فاعل. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والفعل هنا بمعنى: عرف، يكتفي بمفعول واحد.

{أَحْضَرَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى {نَفْسٌ،} والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: علمت نفس الذي، أو شيئا أحضرته، والجملة الفعلية جواب (إذا) الأولى، وما عطف عليها.

{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)}

الشرح: {فَلا أُقْسِمُ..}. إلخ: اختلف في (لا) على أوجه: أحدها: أن (لا) صلة؛ أي:

زائدة، وجاز وقوعها في أول السورة؛ لأن القرآن متصل بعضه ببعض، فهو في حكم كلام واحد، ولهذا قد يذكر الشيء في سورة، ويجيء جوابه في سورة أخرى، كقوله تعالى: {وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الآية رقم [٢] من سورة (الحجر)، وجوابه قوله تعالى:

{ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} الآية رقم [٢] من سورة (القلم)، ومعنى الكلام: أقسم بالخنس. قاله ابن عباس، وابن جبير وأبو عبيدة-رضي الله عنهم-، ومثله قول الشاعر: [الطويل]

تذكّرت ليلى فاعترتني صبابة... فكاد صميم القلب لا يتقطّع

أراد: فكاد صميم القلب يتقطع. وحكى أبو الليث السمرقندي: أجمع المفسرون: أن المعنى: أقسم. وقال الخازن: وفيه ضعف؛ لأن القرآن في حكم السورة الواحدة في عدم التناقض، لا أن تقرن سورة بما بعدها، فذلك غير جائز. انتهى. وهو الحق الذي لا محيص عنه.

وقال بعضهم: (لا): رد لكلامهم؛ حيث أنكروا الحشر، والنشر، فقال: ليس الأمر كما تزعمون!

<<  <  ج: ص:  >  >>