للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصيبا؛ فقد أخطأت أنت، فأجابه الوليد بقوله تعالى: {وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً}.

هذا؛ وانظر شرح (الطير) في الآية رقم [٣١] من سورة (الحج).

الإعراب: {فَفَهَّمْناها:} الفاء: حرف استئناف. (فهمناها): فعل، وفاعل، ومفعول به أول.

{سُلَيْمانَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، أو هي معطوفة على جملة:

{يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ} فتكون في محل جر مثلها. {وَكُلاًّ:} الواو: حرف عطف. (كلا):

مفعول به أول تقدم على فعله. {آتَيْنا:} فعل، وفاعل. {حُكْماً:} مفعول به ثان. (علما):

معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.

(سخرنا): فعل، وفاعل. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل {يُسَبِّحْنَ} بعده، و (مع) مضاف، و {داوُدَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {الْجِبالَ:} مفعول به. {يُسَبِّحْنَ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الجبال، والرابط: الضمير فقط، وهو النون العائدة على الجبال. هذا؛ وأجيز اعتبارها مستأنفة. {وَالطَّيْرَ:} معطوف على {الْجِبالَ} أو هو مفعول معه، هذا؛ ويقرأ برفعه، وفيه وجهان: أحدهما: أنه مبتدأ، والخبر محذوف، التقدير: والطير مسخرات أيضا.

والثاني: أنه معطوف على الضمير في {يُسَبِّحْنَ} ولم يؤكد الضمير المتصل، ولم يفصل بينهما، وهو على مذهب الكوفيين. انتهى. جمل نقلا عن السمين. وجملة: {وَسَخَّرْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {وَكُنّا:} الواو: حرف عطف. (كنا): ماض ناقص مبني على السكون، و (نا):

اسمها. {فاعِلِينَ:} خبر (كان) منصوب... إلخ، وجملة {وَكُنّا فاعِلِينَ} معطوفة على جملة (سخرنا...) إلخ أو هي مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (٨٠)}

الشرح: {وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} أي: صنعة الدروع التي تلبس في الحرب. قيل: إن أول من صنع الدروع، وسردها، واتخذها حلقا داود، عليه الصلاة والسّلام. وكانت من قبل صفائح. ولا تنس: أن الله تعالى قد ألان له الحديد، فجعله بيده كالطين، لا يحتاج إلى نار، وهو ما صرحت به آية (سبأ) رقم [١٠] وهي قوله تعالى: {وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ} انظر شرحها هناك تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

{لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ:} لتحفظكم، وتمنعكم من وقع السلاح فيكم في أوقات حربكم مع عدوكم. هذا؛ ويقرأ الفعل المضارع بالتاء والياء والنون، قراآت ثلاث. {فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ:} هذا الخطاب لداود، ولأهل بيته، وهو استفهام بمعنى الأمر؛ أي: فاشكروا الله على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>