للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يسبّح في أدبار الصلوات كلها.

وأخرج مسلم عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سبّح في دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، ثم قال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر». وبالإضافة لما ذكرته في سورة (الفتح) رقم [٩] بشأن مادة التسبيح أذكر هنا: أنّ في هذه الاية الكريمة دليلا على عدم ما قاله بعض أهل المعاني والبيان: أن الجمع بين الحاء والهاء في كلمة واحدة، يخرجها عن فصاحتها، وجعلوا من ذلك قول أبي تمام: [الطويل] كريم متى أمدحه أمدحه والورى... معي وإذا ما لمته لمته وحدي

ويمكن أن يفرق بين البيت وبين الاية الكريمة بأنّ التكرار في البيت هو المخرج له عن الفصاحة بخلاف الاية، فإنه لا تكرار فيها. انتهى. جمل نقلا عن السمين.

الإعراب: {فَاصْبِرْ:} الفاء: حرف استئناف، أو هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا، وحاصلا من قول اليهود، والمشركين؛ {فَاصْبِرْ}. (اصبر): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {عَلى ما:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين في الفاء، وجملة: {يَقُولُونَ:} صلة الموصول، لا محلّ لها، والعائد محذوف، التقدير: على الذي يقولونه. {وَسَبِّحْ:} الواو: حرف عطف. (سبح): فعل أمر، وفاعله تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {بِحَمْدِ:}

متعلقان بمحذوف حال من فاعل: (سبح) المستتر، و (حمد) مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {قَبْلَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل: (سبح)، و {قَبْلَ} مضاف، و {طُلُوعِ} مضاف إليه، و {طُلُوعِ} مضاف، و {الشَّمْسِ} مضاف إليه. {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ:} معطوفان على ما قبلهما. {وَمِنَ:} الواو: حرف عطف. (من الليل): متعلقان بما بعدهما. {فَسَبِّحْهُ:} الفاء: صلة لتحسين اللفظ إلا إذا قدرت فعلا محذوفا قبل: (من الليل) فتكون حرف عطف، والفعلان: المحذوف، والمذكور معطوفان على: (سبح) السابق. (سبحه): أمر، وفاعله: أنت، والهاء مفعول به. (أدبار): معطوف على محل: {اللَّيْلِ} فهو منصوب بنزع الخافض، و (أدبار) مضاف، و {السُّجُودِ} مضاف إليه.

{وَاِسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١)}

الشرح: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ} أي: استمع يا محمد! أو التقدير: استمع يا مخاطب حديث يوم ينادي المنادي، وهو إسرافيل عليه السّلام، يقف على صخرة بيت المقدس، فينادي

<<  <  ج: ص:  >  >>