المفعول به مقامه» وهذا لا غبار عليه، انظر الشاهد رقم [٧٩٣] من كتابنا فتح القريب المجيب والكلام عليه. هذا؛ وقيل: نائب الفاعل ضمير مستتر، تقديره: «هو» يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف يدل عليه المقام، التقدير: وقيل قول. وقيل: الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل، وجملة: {وَقِيلَ لِلنّاسِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.
{لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (٤٠)}
الشرح: قال البيضاوي تبعا للزمخشري: أي لعلنا نتبعهم في دينهم إن غلبوا، والترجي باعتبار الغلبة المقتضية للاتباع، ومقصودهم الأصلي ألا يتبعوا موسى، لا أن يتبعوا السحرة، فساقوا الكلام مساق الكناية؛ لأنهم إذا تبعوهم لم يتبعوا موسى انتهى. هذا؛ وقال الخازن:
قيل: أراد القائل، والمنادي بالسحرة موسى وهارون، وإنما قال ذلك على طريقة الاستهزاء. انتهى. بتصرف مني، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب: {لَعَلَّنا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): ضمير متصل في محل نصب اسمها.
{نَتَّبِعُ:} فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {السَّحَرَةَ:} مفعول به؛ والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية: {لَعَلَّنا..}. إلخ تعليل للأمر المفهوم من الجملة الاستفهامية كما رأيت، وقيل: هي في محل نصب حال. والأول أقوى. {إِنْ:}
حرف شرط جازم. {كانُوا:} فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط، والواو اسمه، والألف للتفريق. {هُمُ:} ضمير فصل لا محل له، أو هو تأكيد لواو الجماعة.
{الْغالِبِينَ:} خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ. هذا؛ ويجوز في العربية اعتبار الضمير مبتدأ، و «الغالبون» خبره، والجملة الاسمية في محل نصب خبر (كان)، ولكن لم يقرأه بالواو أحد، وجملة: {كانُوا..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه، التقدير: إن كانوا هم الغالبين؛ فنحن نتبعهم، و {إِنْ} ومدخولها من جملة التعليل للأمر المفهوم مما سبق.
{فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (٤١)}
الشرح: اشترط السحرة على فرعون الجزاء، والمكافأة، وهو بذل المال، والجاه؛ إن غلبوا موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وكانوا اثنين وسبعين، وقيل: كانوا آلافا.
الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى حين عند ابن السرّاج، والفارسي، وابن جني،