للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة التي هي حرف لا محل له. {عَنْهُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، {آلِهَتُهُمُ}: فاعل: {أَغْنَتْ،} والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {الَّتِي}: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة:

{آلِهَتُهُمُ}. {يَدْعُونَ}: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {مِنْ دُونِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {دُونِ}: مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، والجملة الفعلية: {يَدْعُونَ..}. إلخ في محل نصب خبر ل‍ «كان» المحذوفة مع اسمها، و (كان) واسمها وخبرها صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: التي كانوا يدعونها من دون الله. وتقدير (كان) يتطلبها المعنى، وإن كان حذفها يقع بعد (إن) و (لو) الشرطيتين غالبا، {مِنْ}: حرف صلة. {شَيْءٍ}: مفعول {أَغْنَتْ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {لَمّا}: ظرف زمان بمعنى (حين) مبنية على السكون في محل نصب متعلقة بالفعل: {أَغْنَتْ،} وجملة: {جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} في محل جر بإضافة {لَمّا} إليها. {وَما}: الواو:

واو الحال. (ما): نافية. {زادُوهُمْ}: ماض وفاعله، ومفعوله الأول. {غَيْرَ}: مفعول به ثان، و {غَيْرَ}: مضاف، و {تَتْبِيبٍ}: مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل نصب حال من:

{آلِهَتُهُمُ،} أو من الضمير العائد على الكفار، والرابط: الواو، والضمير على الاعتبارين، هذا؛ والاستئناف ممكن.

{وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢)}

الشرح: {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ} أي: ومثل الأخذ المذكور فيما تقدم إهلاك أهل القرى فيما يستقبل من الحياة، وهذا على قراءة {إِذا} التي هي للمستقبل، هذا؛ وقرئ: {(أَخْذُ رَبِّكَ)} بالفعل الماضي، و (إذ) التي للماضي أيضا، فيكون المعنى: وكذلك أخذ ربك من أخذهم من الأمم المهلكة وقت أخذهم. {وَهِيَ ظالِمَةٌ} أي: وأهل القرى ملتبسون بالكفر، والمعاصي، ومعاندة الواحد القهار. {إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} أي: إن انتقام الله من الظالمين مؤلم موجع غير مرجو الخلاص منه، وهو مبالغة في التهديد والوعيد، والتحذير والنذير.

فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته». ثم قرأ الآية الكريمة.

قال الخازن: فالآية الكريمة والحديث الشريف دليل على أن من أقدم على ظلم فإنه يجب عليه أن يتدارك ذلك بالتوبة والإنابة، ورد الحقوق إلى أهلها، إن كان الظلم للغير؛ لئلا يقع في هذا الوعيد العظيم، والعذاب الشديد، ولا يظن أن هذه الآية حكمها مختص بظالمي الأمم الماضية، بل هو عام في كل ظالم، ويعضده الحديث، والله أعلم. انتهى. وما أحراك أن تنظر

<<  <  ج: ص:  >  >>