للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذين، أو: ناسا يشاؤهم. {مِنْ عِبادِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب المحذوف، و {مِنْ} بيان لما أبهم في {مِنْ،} والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {أَصابَ..}. إلخ في محل جر بإضافة {فَإِذا} إليها على المشهور المرجوح. {فَإِذا:} كلمة دالة على المفاجأة، وهي رابطة لجواب (إذا) الشرطية قبلها، وانظر الآية رقم [٢٥]. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {يَسْتَبْشِرُونَ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وهو أولى من عطفه على ما قبله.

تنبيه: جاء في مغني اللبيب ما نصه: وتستعمل كيف على وجهين: أحدهما: أن تكون شرطا، فيقتضي فعلين متفقي اللفظ، والمعنى: غير مجزومين، نحو: كيف تصنع أصنع، ولا يجوز كيف تجلس أذهب باتفاق، ولا كيف تجلس أجلس بالجزم عند البصريين إلا قطربا لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ. وقيل: يجوز مطلقا، وإليه ذهب قطرب، والكوفيون. وقيل: يجوز بشرط اقترانها ب‍: «ما» قالوا: ومن ورودها شرطا:

{يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ}. {يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ}. {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ} وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبلها، وهذا يشكل على إطلاقهم: أن جوابها يجب مماثلته لشرطها.

وقد استدرك بعض المعلقين على المغني، فقال: أجاب بعضهم بأنه يمكن أن يقدر الجواب موافقا للشرط بأن يقدر الجواب فعل مشيئة متعلق بالفعل السابق، وهو دال عليه؛ لأن الفعل الاختياري، يستلزم المشيئة، والأصل: كيف يشاء أمرا يشاء التصوير في الأرحام، كيف يشاء أمرا يشاء الإنفاق. كيف يشاء أمرا يشاء بسطه. غاية الأمر: أن متعلق الفعلين مختلف، وهذا جواب بعيد؛ لأنهم قالوا: لدلالة ما قبلها؛ لأن المتبادر: أنه دال على الجواب، وعلى دفع الإشكال، فيكون ما قبلها دالا على متعلق جوابها، لا على نفس جوابها، وقد علمت دفع هذا بأن الفعل الاختياري، وهو الفعل الواقع قبلها يستلزم المشيئة، وهو الجواب المحذوف.

{وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩)}

الشرح: {وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ} أي: المطر. {مِنْ قَبْلِهِ:} من قبل نزول المطر، وهذا من باب التكرير، والتوكيد لما قبلهما، ومعنى التوكيد فيهما: الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول، وبعد، فاستحكم بأسهم، وتمادى إبلاسهم، فكان الاستبشار على قدر اهتمامهم بذلك. وقيل: الضمير للمطر أو للسّحاب، أو الإرسال، والمعتمد الأول.

{لَمُبْلِسِينَ:} لآيسين من رحمة الله تعالى مكتئبين، قد ظهر الحزن عليهم، لاحتباس المطر عنهم، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>