أيضا، وقال الجمل: متعلقان بمحذوف حال من الفاعل، وعلى التفسير الثاني فالباء حرف جر صلة، و (اليمين) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الفعلية جواب (لو) لا محل لها، و (لو) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {ثُمَّ:} حرف عطف، وجملة:{لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ} أي: مانعين يحجزوننا عن عقوبته، والمعنى: أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم، لا يتكلم بالكذب علينا لأجلكم مع علمه: أنه لو تكلمه؛ لعاقبناه، ولا يقدر أحد على دفع عقوبتنا عنه. هذا؛ و {أَحَدٍ} في معنى الجمع، فلذلك نعت بالجمع، أي: فما منكم قوم يحجزوننا عنه، كقوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٨٥]: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ؛} لأن «بين» لا تقع إلا على اثنين، فما زاد. والمعنى: أن محمدا صادق بار راشد، مؤيد بالمعجزات الباهرات، والدلالات القاطعات. {وَإِنَّهُ} أي: القرآن. {لَتَذْكِرَةٌ:} لعظة بالغة. {لِلْمُتَّقِينَ:}
وخص المتقون بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون بمواعظ القرآن، وإرشاداته دون غيرهم، كما قال تعالى:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ} سورة (فصلت)[٤٤].
الإعراب:{فَما:}(الفاء): حرف عطف، وتفريع. (ما): نافية مهملة، أو هي حجازية عاملة عمل «ليس». {مِنْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، أو في محل نصب خبر (ما) تقدم على اسمها. {مِنْ:} حرف جر صلة. {أَحَدٍ:} مبتدأ مؤخر، أو اسم (ما) مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {عَنْهُ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {حاجِزِينَ:} صفة {أَحَدٍ} مجرور مثله تبعا للفظه، وعلامة جره الياء... إلخ، ولو أتبع على المحل؛ لكان حاجزون بالواو والنون، وانظر الشرح لتسويغ وصف {أَحَدٍ} به. هذا؛ وجوز اعتبار الجار والمجرور متعلقين بمحذوف حال من {أَحَدٍ،} و {حاجِزِينَ} خبر (ما)، وهو قول الجلال، وأبي حيان. وأبو البقاء قال بالوجهين. والجملة الاسمية:(ما منكم...) إلخ معطوفة على جواب (لو) لا محل لها مثله.
{وَإِنَّهُ:}(الواو): حرف عطف. (إنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء في محل نصب اسمها.
(تذكرة)، أو بمحذوف صفة لها، والجملة الاسمية معطوفة على جواب القسم، وما بينهما اعتراض. قاله الجمل نقلا عن شيخه. وأرى صحة اعتبار الجملة في محل نصب حال من أحد الضمائر العائد على القرآن، والرابط: الواو، والضمير، وما بينهما اعتراض.