للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [الطويل] وثمّ ودعنا آل عمرو وعامر... فرائس أطراء المثقفة السّمر

وقال أنس بن رؤيم: [الرمل] ليت شعري عن خليلي ما الّذي... غاله في الحب حتّى ودعه؟

فها هو الماضي قد ورد عن أفصح العرب قراءة، وحديثا، وكذا في شعر العرب، وورد المصدر أيضا في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لينتهينّ قوم عن ودعهم الجمعات» وفي رواية: (الجماعات)، «أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثمّ ليكوننّ من الغافلين». أخرجه مسلم وغيره، وورد اسم المفعول، واسم الفاعل من: «ودع» في قول خفاف بن ندبة-رضي الله عنه-: [الطويل] إذا ما استحمّت أرضه من سمائه... جرى وهو مودوع ووادع مصدق

فكيف يقال: إن العرب أماتته، فالصواب القول بقلة الاستعمال لا بالإماتة. انتهى. بتصرف كبير. وقريب منه ما ذكره محب الدين الخطيب شارح شواهد الكشاف. هذا؛ وما قيل في:

«وذر» ومضارعه: «يذر»، وما قيل في: «ودع» ومضارعه: «يدع»، يقال في: «وعم»، ومضارعه «يعم»، وأمره: «عم» وانظر الشاهد رقم [٣٠٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {فَذَرْهُمْ:} (الفاء): هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر. (ذرهم): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط يقدر ب‍: «إذا» التقدير: إذا بلغوا في الكفر والعناد إلى هذا الحد، وتبين: أنهم لا يرجعون عن الكفر؛ فدعهم حتى يموتوا عليه. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها: «أن» مضمرة.

{يُلْقُوا:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد {حَتّى} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل {يُلْقُوا} في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {يَوْمَهُمُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة: {يَوْمَهُمُ}.

{فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {يُصْعَقُونَ:} مضارع يقرأ بالبناء للفاعل، وللمفعول، والواو فاعل، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.

{يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦)}

الشرح: {يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ:} لا ينفعهم. {كَيْدُهُمْ} أي: ما كادوا به النبي صلّى الله عليه وسلّم في الدنيا.

{وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ:} يمنعون من عذاب الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>