آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى (من)، تقديره: هو. {اللهَ:}
منصوب على التعظيم. {وَرَسُولَهُ:} معطوف على الله، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَالَّذِينَ:}
اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية بعده صلته، والمتعلق محذوف، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فالله يعينهم، وينصرهم، وهم حزب الله.
وقد دلّت الجملة الاسمية الآتية على ذلك الجواب المحذوف. وابن هشام في المغني قال بمحذوف الجواب أيضا. وقيل: بل الجملة الاسمية هي الجواب، وقد وضع الظاهر موضع المضمر تنبيها على البرهان عليه، وتنويها بذكر المتولّين الله، ورسوله، والمؤمنين، وتعظيما لشأنهم، وتشريفا لهم بهذا الاسم:{حِزْبَ اللهِ} وتعريضا بمن يوالي غير هؤلاء بأنّهم حزب الشيطان، وحزب الشيطان هم المغلوبون.
{فَإِنَّ:} الفاء: حرف تعليل، أو هي واقعة في جواب الشرط. (إنّ): حرف مشبه بالفعل.
{حِزْبَ:} اسمها، وهو مضاف، و {اللهَ:} مضاف إليه. {هُمُ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {الْغالِبُونَ:} خبره مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر:(إنّ). هذا، وإن اعتبرت الضّمير فصلا، لا محلّ له ف:{الْغالِبُونَ} يكون خبر (إنّ) والجملة الاسمية: (إنّ...) إلخ تعليلية لا محلّ لها؛ إن اعتبرت الجواب محذوفا، أو هي في محل جزم جواب الشرط، وهو الظاهر. وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط، وقيل: جملة الجواب، وقيل: الجملتان، وهو المرجّح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية:{وَمَنْ يَتَوَلَّ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.
الشرح:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} انظر الآية رقم [١] من هذه السورة. {لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كان رفاعة بن زيد بن التابوت، وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام، ثمّ نافقا، وكان رجال من المسلمين يوادّونهما، فأنزل الله هذه الآية. ومعنى:{اِتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً} هو إظهارهم الإسلام بألسنتهم قولا، وهم مع ذلك يبطنون الكفر، ويسرّونه.
{مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} يعني: اليهود. {وَالْكُفّارَ} يعني: عبدة الأصنام، وإنما فصل بينهما، وإن كان أهل الكتاب من الكفار؛ لأنّ كفر المشركين من عبادة الأصنام، أغلظ، وأفحش من كفر أهل الكتاب.