للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والهضم: الانتقاص من حق الإنسان، كما رأيت في الآية رقم [١١٢] من سورة (طه).

{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً:} قال القرطبي، النّحت: النّجر، والبري، يقال: نحته، ينحته بالكسر نحتا، أي: براه، والنّحاتة: البراية، والمنحت ما ينحت به، وفي (الصافات): {قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ} فكانوا ينحتونها من الجبال، لما طالت أعمارهم، وتهدم بناؤهم من المدر. انتهى.

وإنما كانوا ينحتون في الجبال بيوتا لطول أعمارهم، فإن السقوف، والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم؛ لأن الواحد منهم كان يعيش ثلاثمئة سنة إلى ألف سنة، وكذا كان قوم (هود).

{فارِهِينَ:} بطرين، أو حاذقين، من الفراهة؛ وهي النشاط، فإن الحاذق يعمل بنشاط، وطيب قلب. وقرئ: «(فرهين)» وهو أبلغ، والمراد بما ينحتون من الجبال: الكهوف، والغيران، قيل:

كانوا يسكنون السهول في الصيف، ويبنون فيها القصور، ويسكنون بالكهوف، والغيران في فصل الشتاء، وهذا يدل على أنهم كانوا متنعمين مترفين في حياتهم.

الإعراب: {أَتُتْرَكُونَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (تتركون): فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله.

{فِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر. {هاهُنا:} الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (هنا): اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صلة الموصول. {آمِنِينَ:} حال من واو الجماعة، إن لم تعتبره مفعولا ثانيا، فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ. {فِي جَنّاتٍ:}

بدل من الجار والمجرور قبلهما بإعادة الجار. {وَعُيُونٍ:} معطوف على ما قبله. {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ:} معطوفان على {جَنّاتٍ}. {طَلْعُها:} مبتدأ. و (ها): في محل جر بالإضافة.

{هَضِيمٌ:} خبر المبتدأ. والجملة الاسمية في محل جر صفة: (نخل). {وَتَنْحِتُونَ:} الواو:

حرف عطف. (تنحتون): فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {مِنَ الْجِبالِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {بُيُوتاً}. كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة المشهورة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» {بُيُوتاً:}

مفعول به. {فارِهِينَ:} حال من واو الجماعة. هذا؛ والكلام: {أَتُتْرَكُونَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول؛ إذ هو من مقول صالح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (١٥٢)}

الشرح: أمر صالح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-قومه بتقوى الله تعالى، وبأن يطيعوه فيما يأمرهم به، وينهاهم عنه، ونهاهم عن طاعة المسرفين المفسدين في الأرض،

<<  <  ج: ص:  >  >>