للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْمُؤْمِنُونَ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {الْأَحْزابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا، وابتدائية لا محل لها على اعتبار (لما) حرفا. {قالُوا:}

ماض وفاعله، والألف للتفريق. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محلّ له. {لَمّا:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {وَعَدَنَا:} ماض، و (نا): مفعوله الأول. {اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة: {لَمّا،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط، وهو المفعول الثاني محذوف؛ إذ التقدير:

الذي، أو: شيء وعدنا الله إياه، أو به، وجملة: {وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ} معطوفة عليها لا محل لها مثلها، والجملة الاسمية: {هذا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}.

إلخ جواب (لما)، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.

{وَما:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (ما): نافية. {زادَهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو»، يعود إلى «الوعد»، أو إلى «الصدق»، أو إلى «البلاء»، أو إلى «الرؤية»، وإنما ذكّر لأن تأنيثها غير حقيقي، وكل ذلك مفهوم مما قبله، وقرأ ابن أبي عبلة: «(وما زادوهم)» بضمير الجمع، ويعود للأحزاب. {إِلاّ:}

حرف حصر. {إِيماناً:} مفعول به ثان. (تسليما): معطوف على ما قبله، وجملة: {وَما زادَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (٢٣)}

الشرح: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ:} من الثبات مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والمقاتلة لإعلاء الدين، وهم رجال من الصحابة نذروا: أنهم إن أدركوا حربا مع رسول الله؛ ثبتوا، وقاتلوا حتى يستشهدوا، وكانوا تخلفوا عن غزوة بدر الكبرى، فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال:

غاب عمي أنس بن النضر-رضي الله عنه-عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله! غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ثانية ليرينّ الله ما أصنع! فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء-يعني: أصحابه-وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء-يعني المشركين-ثم تقدم فاستقبله سعد بن مالك، فقال: يا أبا عمرو أين؟ فقال:

واها لريح الجنة، أجده دون أحد! فقاتل؛ حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة، وطعنة، ورمية، فقالت عمتي الرّبيّع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه، ونزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ..}. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>