للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعلال آخر، وهو أن تقول: أصل الفعل: «كون» فلما اتصل بضمير رفع متحرك، نقل إلى باب:

فعل، فصار: «كونت» ثم نقلت حركة الواو إلى الكاف قبلها، فصار: «كونت» فالتقى ساكنان:

العين المعتلة، ولام الفعل، فحذفت العين، وهي الواو لالتقائها ساكنة مع النون، فصار: «كنت» وهكذا قل في إعلال كل فعل أجوف واوي مسند إلى ضمير رفع متحرك، مثل: قلت، وقمنا، وقمن... إلخ.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} فاعله، وجملة: {اِسْتَكْبَرُوا} مع متعلقه المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {لِلَّذِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: {قالَ}. {اُسْتُضْعِفُوا:}

فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {أَنَحْنُ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي.

(نحن): ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {صَدَدْناكُمْ:} فعل ماض، و (نا):

فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {عَنِ الْهُدى:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل: {صَدَدْناكُمْ}. وقيل: متعلق بمحذوف حال. و {بَعْدَ} مضاف، و: {إِذْ} ظرف لما مضى من الزمان، مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وإنما وقعت {إِذْ} مضافا إليها، وإن كانت من الظروف الملازمة للظرفية؛ لأنه يتوسع في الزمان ما لا يتوسع في غيره، فأضيف إليه الزمان. هذا؛ وأجيز اعتبار: {إِذْ} مصدرية بمعنى «أن»، وعليه فتؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بإضافة {بَعْدَ} إليه.

{جاءَكُمْ:} ماض، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى {الْهُدى،} تقديره: هو، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {إِذْ} إليها. {بَلْ:} حرف عطف، وإضراب. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مُجْرِمِينَ:} خبر (كان) منصوب... إلخ.

وجملة: {كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول. هذا؛ ومجرمين صفة لموصوف محذوف، التقدير: بل كنتم قوما مجرمين، بدليل التصريح به في كثير من الآيات، وجملة: {قالَ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَقالَ الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٣)}

الشرح: {وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا:} جاء بالعاطف هنا، ولم يأت به في الآية السابقة لأن الذين استضعفوا ذكر أول كلامهم في الآية رقم [٣١] فجيء بالجواب محذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>