سورة البقرة مدنية، نزلت في مدد شتّى: من أول الهجرة إلى قبيل وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهي مائتان وست، أو سبع وثمانون آية، وستة آلاف، ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وخمسة وعشرون ألف حرف، وخمسمائة حرف، انتهى. خازن.
وقد ورد في بيان فضلها وثواب قراءتها أحاديث كثيرة مشهورة، أذكر منها ما يلي: عن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشيطان يفرّ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة». أخرجه مسلم، والنسائيّ، والترمذيّ، وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لكلّ شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيّدة القرآن».
رواه الترمذيّ، وقال: حديث غريب، ومن حديث أبي أمامة الطويل الذي خرّجه مسلم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«اقرءوا سورة البقرة، فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
قال معاوية بن سلام: بلغني: أنّ البطلة: السحرة، سمّوا بذلك لمجيئهم بالباطل.
وعن سهل بن سعد-رضي الله عنه-: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإنّ من قرأها في بيته ليلا، لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام». رواه الطبرانيّ، وابن حبّان، وابن مردويه.
قال ابن العربي: سمعت بعض أشياخي يقول: فيها ألف أمر، وألف نهي، وألف حكم، وألف خبر! انتهى. وهذا وسميت سورة البقرة لذكر بقرة بني إسرائيل؛ التي كانت معجزة باهرة لموسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كما ستقف عليها مفصّلا إن شاء الله تعالى.