للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلخ صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {وَاتَّبَعَ..}. إلخ معطوفة على جملة: {فَلَوْلا كانَ..}.

إلخ لا محل لها مثلها، الأولى بالاستئناف، والثانية بالاتباع. وقال البيضاوي: واتبع عطف على مضمر دل عليه الكلام، وإذ المعنى: فلم ينهوا عن الفساد، واتبع الذين... إلخ. {وَكانُوا}:

ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مُجْرِمِينَ}: خبر كان منصوب... إلخ، وجملة:

{وَكانُوا مُجْرِمِينَ} معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.

{وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (١١٧)}

الشرح: {وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى} أي: أهل القرى. {بِظُلْمٍ} أي: بشرك وكفر.

{وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ} أي: فيما بينهم في تعاطي الحقوق، أي: لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب بالكفر وبخس المكيال والميزان، وقوم لوط بالكفر واللواط، ودل هذا على أن المعاصي أقرب إلى عذاب الاستئصال في الدنيا من الشرك، وإن كان عذاب الشرك في الآخرة أصعب. انتهى. قرطبي.

-ولهذا قال بعض الفقهاء: إن حقوق الله مبنية على المسامحة والمساهلة، وحقوق العباد مبنية على المشاحة والتضييق والتشديد، وقيل: المعنى: لا يهلكهم بظلم منه، وهذا هو المتبادر إلى الأفهام، وقيل: المعنى: ما كان ربك ليهلك أحدا وهو يظلمه، وإن كان على نهاية الصلاح؛ لأنه تصرف في ملكه، {لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ}.

هذا؛ ويؤخذ من التفسير الأول: أن الملك والعزة والسيادة تدوم مع الكفر، ولا تدوم مع المعاصي، ولا سيما مع الذين يعتقدون بوحدانية الله تعالى، فإن الله يسلبهم ذلك بشؤم أعمالهم، وما أكثر الأحاديث الشريفة في هذا الصدد، وما نزل بالمسلمين في هذا الأيام من البلاء إنما هو بشؤم أعمالهم.

الإعراب: {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): نافية: {كانَ}: ماض ناقص.

{رَبُّكَ}: اسم كان، والكاف في محل جر بالإضافة. {لِيُهْلِكَ}: مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، والفاعل مستتر تقديره: «هو»، يعود إلى {رَبُّكَ،} و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ،} التقدير: وما كان ربك مريدا إهلاك. {الْقُرى}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {بِظُلْمٍ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجوز تعليقهما بمحذوف حال من الفاعل. {وَأَهْلُها}: الواو: واو الحال. (أهلها): مبتدأ. و (ها): في محل جر بالإضافة. {مُصْلِحُونَ}: خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من القرى، والرابط: الواو، والضمير.

<<  <  ج: ص:  >  >>