للتأنيث. {الْجِنُّ:} فاعله، والجملة الفعلية جواب:(لما)، لا محل لها. {أَنْ:} حرف مشبه بالفعل مخفف من الثقيلة، واسمه ضمير الشأن محذوف، التقدير: أنه. {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق.
{يَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {الْغَيْبَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر:(كان)، وجملة:{كانُوا..}.
إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَلَمّا:} نافية. {لَبِثُوا:}
ماض، وفاعله. {فِي الْعَذابِ:} متعلقان به. {الْمُهِينِ:} صفة: {الْعَذابِ،} وجملة: {ما لَبِثُوا..}. إلخ جواب {لَوْ،} لا محل لها، و {لَوْ} ومدخولها في محل رفع خبر {أَنْ،} و {أَنْ} واسمها المحذوف، وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع بدلا من:{الْجِنُّ،} وقدر أبو البقاء مضافا محذوفا، وقال: لأن المعنى تبينات الإنس جهل الجن، وقال: ويجوز أن يكون في موضع نصب، أي تبينات الجن جهلها، وزاد مكي قوله: وقيل: هي في موضع نصب على حذف اللام:
أي لأن، والمعتمد الأول. والله أعلم، وأجل، وأكرم. و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له أيضا.
الشرح:{لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} أي: علامة دالة على قدرة الله تعالى على أن لهم خالقا خلقهم، ثم فسر الآية فقال تعالى:{جَنَّتانِ} أي: بستانان. {عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ} أي: عن يمين الوادي، وعن شماله، والمراد مجموعتان من البساتين كل واحدة منهما في تقاربها، وتضامها كأنها جنة واحدة، أو المراد: بستانا كل منهم عن يمين مسكنه، وعن شماله. {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ} أي: من ثمار الجنتين. وقيل: كانت المرأة تحمل مكتلها على رأسها، وتمر بالجنتين، فيمتلئ المكتل من أنواع الفواكه من غير أن تمس بيدها شيئا. وهذا الأمر للإباحة، وليس للوجوب. {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} أي: أرض مأرب، وهي سبأ بلدة طيبة فسيحة، ليست بسبخة، قيل: لم يكن يرى في بلدتهم بعوضة، ولا ذباب، ولا برغوث، ولا حية، ولا عقرب، ولا قملة، ولا غيرها من الهوام، وكان الرجل يمر ببلدتهم، وفي ثيابه القمل، فيموت القمل من طيب الهواء، وقد فسر عبد الرحمن بن زيد-رحمه الله تعالى-الآية التي في مسكنهم بذلك، والجنتان بعض هذه النعم.
{وَرَبٌّ غَفُورٌ:} قال وهب: أي وربكم إن شكرتم على ما رزقكم غفور لمن شكره.
هذا؛ ويقرأ: «(مساكنهم)» بالجمع، وهي قراءة العامة؛ لأن لهم مساكن كثيرة، وليس بمسكن واحد، وقرأ حفص موحدا، إلا أنه فتح الكاف. وقرأه يحيى، والأعمش، والكسائي موحدا