والمفعول الثاني محذوف، ولكنّ الأوّل أشهر عند المعربين، والجملة الفعلية:{لا تَدْرُونَ..}.
إلخ في محلّ رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{آباؤُكُمْ..}. إلخ معترضة بين الجمل المتعاطفة، لا محلّ لها. هذا؛ وقال القرطبي-رحمه الله تعالى-: خبر المبتدأ محذوف، تقديره: هم المقسوم عليهم، وهم المعطون وما قدّمته أولى بالاعتبار.
{فَرِيضَةً:} مفعول مطلق مؤكد لما جاء في هذه الآية من الوصية الباهرة، على حدّ: قعدت جلوسا. وقيل: هو مفعول مطلق، عامله من لفظه محذوف، التقدير: فرض الله ذلك فريضة.
وقيل: حال مؤكّدة، والعامل: يوصيكم، وهو ضعيف. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:}
اسم {إِنْ}. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمها يعود إلى:{اللهُ}. {عَلِيماً حَكِيماً:} خبران ل: {كانَ} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.
تنبيه: كثر حذف فاعل الأفعال في الآية الكريمة كما رأيت، ومثل هذا قوله تعالى في سورة (هود) رقم [٤٤]: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} وقوله تعالى في سورة (ص): {حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ} وفي سورة (الواقعة) قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} وفي سورة (القيامة) قوله تعالى: {كَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ} ففي كل ذلك الفاعل محذوف يدلّ عليه المقام، ومثل هذه الآيات قول حاتم الطّائي:[الطويل]
لعمرك ما يغني الثّراء عن امرئ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر
وأيضا قول سوار بن المضرّب السّعدي-وهو الشّاهد رقم [١٩١]: من كتابنا: «فتح رب البريّة» -: [الطويل]
إذا كان لا يرضيك حتّى تردّني... إلى قطريّ لا إخالك راضيا
الشرح:{وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ:} الخطاب للرّجال الوارثين من نسائهم. {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ} أي: وارث ذكرا كان، أو أنثى من بطنها، أو من صلب بنيها الذّكور، وإن