للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {الْخُلْدِ} مضاف إليه. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة الجنة.

{وُعِدَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {الْمُتَّقُونَ:} نائب فاعله مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، وهو العائد؛ إذ التقدير: وعدها المتقون، وهذه الجملة صلة الموصول لا محل لها. {كانَتْ:} فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، واسمه ضمير مستتر تقديره: «هي» يعود إلى (الجنة). {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {كانَتْ؛} لأنه يصح التعليق بالفعل الناقص على المعتمد، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {جَزاءً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {جَزاءً:} خبر (كانت). {وَمَصِيراً:} معطوف عليه بالواو العاطفة، وجملة: {كانَتْ..}. إلخ في محل نصب حال من {جَنَّةُ الْخُلْدِ،} والرابط: الضمير فقط، وساغ ذلك؛ لأن الفعل كان من أفعال الاستمرار، كما قد نبهت عليه مرارا، وجملة: {قُلْ أَذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦)}

الشرح: {لَهُمْ:} للمتقين. {فِيها:} في جنة الخلد. {ما يَشاؤُنَ:} من النعيم، ولعله يقصر همّ كل طائفة على ما يليق برتبتها؛ لأن الظاهر: أن الناقص لا يدرك شيئا مما هو للكامل بالتشهي. وفيه تنبيه على أن كل المرادات لا تحصل إلا في الجنة، وما فيها من النعيم دائم؛ لأن من تمام النعيم أن يكون دائما؛ إذ لو انقطع لكان مشوبا بضرب من الغم، وأنشد في المعنى: [الوافر]

أشدّ الغمّ عندي في سرور... تيقّن عنه صاحبه انتقالا

وينبغي أن تعلم: أن الله يزيل كل خاطر عن أهل الجنة مما هو مستحيل وجوده في الجنة كتشهي الولد، بل كل واحد من أهل الجنة مشتغل بما هو فيه من اللذات الشاغلة عن الالتفات إلى غيره. {كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً} أي: وعد الله عباده المؤمنين إذا دعوه، وسألوه من كرمه، وجوده أن ينيلهم مسؤولهم، فلذا سألوه بقولهم: {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} وقالوا: {رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ،} وكذلك الملائكة طلبوا للمؤمنين، وسألوا ربهم بقولهم: {رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ..}. إلخ وما في: {عَلى} من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده، ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز، فإن تعلق الإرادة بالموعود مقدم على الوعد الموجب للإنجاز.

الإعراب: {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. {فِيها:}

متعلقان بالخبر المحذوف، أو هما متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع

<<  <  ج: ص:  >  >>