الأسوأ؛ لاستعظامهم المعصية، والحسن الذي يعملونه هو عند الله الأحسن؛ لحسن إخلاصهم فيه، فلذلك ذكر سيئهم بالأسوأ، وحسنهم بالأحسن. انتهى.
هذا؛ وقال الجلال: أسوأ وأحسن بمعنى: السّيّئ والحسن، فقال الجمل معلقا: أي:
فأفعل التفضيل ليس على بابه، فبهذا الاعتبار عم الأسوأ جميع معاصيهم، والأحسن جميع حسناتهم، ولولا هذا التأويل لاقتضى النظم: أنه يكفر عنهم أقبح السيئات فقط، ويجزيهم على أفضل الحسنات فقط هذا مراده. انتهى. هذا؛ ومن هذا الباب قول الفرزدق، وهو الشاهد رقم [١١٢] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الكامل]
إنّ الّذي سمك السماء بنى لنا... بيتا دعائمه أعزّ وأطول
الإعراب:{لِيُكَفِّرَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، التقدير: يسر لهم ذلك؛ ليكفر، كأنه قيل: الذين أحسنوا لأجل التكفير، واللام للعاقبة. انتهى. جمل نقلا عن السمين. {اللهُ:} فاعله. {عَنْهُمْ:} متعلقان بما قبلهما.
{أَسْوَأَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف، التقدير: الذي عملوه. {وَيَجْزِيَهُمْ:}
معطوف على ما قبله منصوب مثله، والفاعل يعود إلى:{اللهُ،} والهاء مفعول به أول.
{أَجْرَهُمْ:} مفعول به ثان، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِأَحْسَنِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (أحسن): مضاف، و {الَّذِي} مضاف إليه. {كانُوا:} فعل ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، ومفعوله محذوف، وهو عائد الموصول، وجملة:{كانُوا..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، التقدير: بالذي كانوا يعملونه.
الشرح:{أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ} أي: رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: مانعه، وحافظه من كيد أعدائه، وقرئ «(عباده)» يعني: الأنبياء، عليهم ألف صلاة، وألف سلام، قصدهم قومهم بالسوء، فكفاهم الله شر من عاداهم. {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} أي: من دون الله، وهي الأصنام، وذلك: أن قريشا قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا بعيبك إياها. وقال قتادة-رحمه الله تعالى-: مشى خالد بن الوليد-رضي الله عنه-إلى العزى ليكسرها بالفأس، فقال له سادنها: