للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصب مفعول به، وجملة: {يُرِيدُونَ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في:

{يَزْعُمُونَ} والرابط: الضمير فقط. {إِلَى الطّاغُوتِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَقَدْ:} الواو: واو الحال. ({قَدْ}): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أُمِرُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة في: {يُرِيدُونَ}. والرابط: الواو، والضمير، وهي حال متداخلة، والمصدر المؤوّل من: {أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} في محل جر بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وتقدير الكلام: وقد أمروا بالكفر به؛ أي: بالطاغوت، وجملة: {وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها، وإعرابها واضح إن شاء الله.

{ضَلالاً:} مفعول مطلق. {بَعِيداً:} صفة له.

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (٦١)}

الشرح: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ:} للمنافقين. {تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} يعني: هلمّوا إلى حكم الله الّذي أنزله الله في كتابه، وإلى الرسول؛ ليحكم بينكم به. {رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ..}.

إلخ: يعرضون عنك، وعن حكمك إعراضا، وأيّ إعراض. وإنّما أعرض المنافقون عن حكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّهم علموا: أنّه كان يحكم بالحق الصّريح، ولا يقبل الرّشا، وإنّما ذكر لفظ المنافقين في موضع الإضمار للتسجيل عليهم بالنّفاق، وذمّهم به، والتشنيع عليهم. وانظر ما وصفهم الله به في الآية رقم [٨] من سورة (البقرة) وما بعدها.

هذا؛ و {قِيلَ} أصله: (قول) بضم القاف، وكسر الواو، فنقلت حركة الواو إلى القاف بعد سلب حركتها، فصار (قول) بكسر القاف وسكون الواو، ثمّ قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة بعد كسرة، فصار: قيل.

وأمّا {تَعالَوْا؛} فقد قال ابن هشام-رحمه الله تعالى-في قطر النّدى: وأمّا (هات)، و (تعال) فعدّهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، والصواب: أنّهما فعلا أمر؛ بدليل:

أنّهما دالان على الطلب، وتلحقهما ياء المخاطبة، فتقول: هاتي، وتعالي. واعلم: أنّ آخر «هات» مكسور أبدا، إلا إذا كان لجماعة المذكرين، فإنّه يضمّ، فتقول: هات يا زيد، وهاتي يا هند، وهاتيا يا زيدان. وهاتيا يا هندان، وهاتين يا هندات. كلّ ذلك بكسر التاء، وتقول: هاتوا يا قوم، بالضم، قال تعالى في كثير من الآيات: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ،} وأنّ آخر «تعال» مفتوح في جميع أحواله من غير استثناء، تقول: تعال يا زيد، وتعالي يا هند، وتعاليا يا زيدان، وتعاليا يا هندان، وتعالوا يا زيدون، وتعالين يا هندات (كل ذلك بالفتح) قال تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>