للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماض مبني للمجهول، مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {تَبْلُوا..}. إلخ لا محل لها مثلها الأولى بالاستئناف، والثانية بالاتباع. {إِلَى اللهِ}:

متعلقان بالفعل قبلهما. {مَوْلاهُمُ}: بدل من (الله)، وقيل: صفة مجرورة وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. والهاء في محل جر بالإضافة. {الْحَقِّ}: بالجر بدل أو صفة ثانية، ويقرأ بالنصب، وهو مفعول مطلق مؤكد لما قبله، أو هو على تقدير فعل، أي: أعني الحق، ويجوز رفعه على القطع مما قبله، ويكون التقدير: مولاهم الحق، ولكن لم أر من قرأ به.

{وَضَلَّ}: ماض. {عَنْهُمْ}: متعلقان بما قبلها. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: ضل عنهم الذي، أو شيء كانوا يفترونه، وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، التقدير: ضل عنهم افتراؤهم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣١)}

الشرح: {قُلْ}: هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين المعاندين. {مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ} أي: من المطر النازل من السماء؛ إذ هو سبب للرزق. {وَالْأَرْضِ} أي:

النبات والخارج من الأرض على جميع أنواعه وأشكاله، وانظر الآية رقم [٣] وسماء أصله:

(سماو). فيقال في إعلاله: تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ولم يعتد بالألف الزائدة؛ لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة، والألف المنقلبة، فأبدلت همزة، هذا؛ و (السماء) يذكر ويؤنث، والسماء: كل ما علاك، فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء، والسماء: المطر، يقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناك، قال معاوية بن مالك: [الوافر]

إذا نزل السّماء بأرض قوم... رعيناه، وإن كانوا غضابا

أراد بالسماء المطر، ثم أعاد الضمير عليه في (رعيناه) بمعنى النبات، وهذا يسمى عند علماء البديع استخداما. هذا؛ وقد يراد بالسماء السحاب الذي ينزل منه المطر. {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ}: أم من يستطيع خلقهما وتسويتهما، أو من يحفظهما من الآفات مع كثرتها، وسرعة انفعالها من أذى شيء، هذا؛ وقد وحد السمع دون الأبصار، لأمن اللبس؛ ولأنه في الأصل مصدر، يقال: سمعت الشيء سمعا وسماعا، والمصدر لا يجمع؛ لأنه اسم جنس يقع على القليل والكثير، فلا يحتاج فيه إلى تثنية أو جمع، وقيل: وحد السمع؛ لأن مدركاته نوع واحد، وهو الصوت، ومدركات البصر مختلفة. {وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>