«قد» قبلها، والعامل في الحال اسم الإشارة، (عصوا): ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. {رُسُلَهُ}: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على الاعتبارين فيها، وجملة:{وَاتَّبَعُوا أَمْرَ..}.
الشرح:{وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ} أي: جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين:
الدنيا والآخرة، تكبهم في العذاب، واللعن: الطرد من رحمة الله تعالى، وانظر التوسع فيه في الآية [٤٣](الأعراف). {أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ}: جحدوا ربهم، والفعل (كفر) يتعدى بنفسه وبحرف الجر، كما تقول: شكرته، وشكرت له، ونصحته، ونصحت له، والواو والهاء عائدتان على عاد كما في الآية السابقة. {أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ} أي: لا زالوا مطرودين، ومبعدين من رحمة الله، وإنما كرر {أَلا} وأعاد ذكرهم تفظيعا لأمرهم، وحثّا على الاعتبار بحالهم، هذا؛ وأعاد الإبعاد-وهو مفهوم معنى اللعنة-بعبارتين مختلفتين ليدل على التأكيد وكونهم مستحقين له، وقيد عاد ب {قَوْمِ هُودٍ} احترازا من عاد الثانية وهي عاد إرم ذات العماد، وهم العماليق، قوم شداد بن عاد الذين سيأتي ذكرهم في سورة الفجر إن شاء الله تعالى.
الإعراب:{وَأُتْبِعُوا}: الواو: حرف عطف. (أتبعوا): ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على الجمل في الآية السابقة. {فِي هذِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {الدُّنْيا}: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر.
{لَعْنَةً}: مفعول به ثان. (يوم): ظرف زمان معطوف على الجار والمجرور: {فِي هذِهِ} فهو متعلق بالفعل: (أتبعوا) بسبب العطف، و (يوم) مضاف، و {الْقِيامَةِ}: مضاف إليه. {أَلا}:
حرف تنبيه واستفتاح يسترعي انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {عاداً}: اسمها، وجملة:{كَفَرُوا رَبَّهُمْ} في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {أَلا إِنَّ..}. إلخ ابتدائية، أو مستأنفة لا محل لها. {أَلا}: مثل سابقتها. {بُعْداً}:
مفعول مطلق لفعل محذوف، جملته مؤكدة لما قبلها. {لِعادٍ}: متعلقان بالمصدر قبلهما.
{قَوْمِ}: بدل مما قبله، أو عطف بيان عليه، و {قَوْمِ}: مضاف، و {هُودٍ}: مضاف إليه.