للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبله مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم... إلخ، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: من الذي، أو: من شيء تركه الوالدان.

{وَالَّذِينَ:} الواو: حرف استئناف. ({الَّذِينَ}): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. وقيل: هو منصوب بفعل محذوف، يفسّره المذكور بعده. وقيل: هو معطوف على (مولى) والمعتمد الأول. {عَقَدَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {أَيْمانُكُمْ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، والعائد محذوف، التقدير: عقدت أيمانكم لهم. {فَآتُوهُمْ:} الفاء: صلة. (آتوهم): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله الأول. {نَصِيبَهُمْ:} مفعوله الثاني، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وزيدت الفاء في الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشّرط في العموم، والجملة الاسمية مستأنفة. {إِنَّ اللهَ كانَ..}. إلخ. انظر إعراب الآية السابقة، فإعراب هذه الجملة مثلها بلا فارق.

{الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ وَاللاّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاُهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاِضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (٣٤)}

الشرح: {الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ:} أي: متسلّطون على تأديب النّساء، والأخذ على أيديهنّ. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أمّروا عليهنّ، فعلى المرأة أن تطيع زوجها في طاعة الله. والقوّام: هو القائم بالمصالح، والتدبير، والتأديب، فالرّجل يقوم بأمر المرأة، ويجتهد في حفظها. ولمّا أثبت الله القيام للرّجال على النّساء، بيّن السبب، فقال: {بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ} يعني: فضّل الله تعالى الرّجال على النّساء بأمور: منها: زيادة العقل، والدّين، والولاية، والشهادة، والجهاد، والجمعة، والجماعات، وبالإمامة، ولأنّ منهم الأنبياء، والخلفاء، والأئمة. ومنها: أنّ الرّجل يتزوج بأربع نسوة، ولا يجوز للمرأة غير زوج واحد، ومنها: زيادة النّصيب في الميراث، والتّعصيب في الميراث، وبيده الطّلاق، والنكاح، والرجعة، وإليه انتساب الأولاد. هذا؛ والتّعبير بالبعضية إيحاء بأنّ المرأة من الرّجل بمنزلة عضو من جسم الإنسان، وكذلك الرّجل، ولا ينبغي أن يتكبّر عضو على عضو، فالكلّ يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحد عن الآخر. {قَوّامُونَ} مبالغة قائم، مثله في الآية رقم [١٣٥] الآتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>