للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلها بلا فارق. {لَكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف مفعول به ثان تقدم على المفعول الأول، وقل مثل ذلك في كل ما تقدم. {سَرابِيلَ:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا. {تَقِيكُمُ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {سَرابِيلَ،} والكاف مفعول به أول. {الْحَرَّ:}

مفعول به ثان، والجملة الفعلية في محل نصب صفة {سَرابِيلَ،} {وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ:}

لا خفاء في إعرابه، وهو معطوف على ما قبله. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: يتم نعمته عليكم إتماما كائنا مثل إتمام النعم المذكورة فيما تقدم، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {يُتِمُّ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (الله). {نِعْمَتَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف في محل نصب اسمها، وجملة: {تُسْلِمُونَ:} في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية تعليل لإتمام النعمة، والكلام {كَذلِكَ..}. إلخ مستأنف لا محل له.

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٨٢)}

الشرح: المعنى: فإن أعرضوا عن النظر في تلك النعم الكثيرة، ولم يستدلوا بها على قدرة الله تعالى، ولم يؤمنوا به سبحانه؛ فلا يهمك ذلك، وليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فهي لله وحده. وانظر مثل ذلك في الآية رقم [٣٥]. هذا؛ والتولي، والإعراض، والإدبار عن الشيء، يكون بالجسم، ويستعمل في الإعراض عن الأمور والاعتقادات اتساعا، ومجازا. هذا؛ وتولى الشيء: باشره بنفسه، ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات في مصعب بن الزبير-رضي الله عنهما-: [الطويل]

تولّى قتال المارقين بنفسه... وقد أسلماه مبعد وحميم

الإعراب: {فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّوْا:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وعلى هذا في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة. وقيل: {تَوَلَّوْا:} مضارع أصله: تتولوا فحذفت إحدى التاءين، وعليه فلا التفات في الكلام. تأمل. وعليه فعلامة الجزم حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. والأول: أقوى معنى، تأمل، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فلا لومك عليك، ونحوه، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {فَإِنَّما:} الفاء: حرف تعليل. (إنما): كافة ومكفوفة. {عَلَيْكَ:} متعلقان

<<  <  ج: ص:  >  >>